في تطور مثير للقلق في المنطقة، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، سنتكوم، عن تأكيد إطلاق ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران خمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، مما أسفر عن إصابة سفينة يونانية قرب المخا.


أكدت القيادة المركزية الأميركية، سنتكوم، أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران أطلقت خمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي تسيطر عليها في اليمن نحو البحر الأحمر. وفقاً لبيان سنتكوم، أصابت ثلاثة من هذه الصواريخ ناقلة البضائع اليونانية "M/V Laax" التي ترفع علم جزر مارشال، لكنها واصلت رحلتها دون أن تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.

وأشار البيان إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين أفراد الطاقم على متن السفينة المستهدفة، أو السفن الأميركية وسفن التحالف المتواجدة في المنطقة، أو السفن التجارية الأخرى. وأوضح أن الهجوم وقع بين الساعة 10:04 صباحًا و1:30 ظهرًا (بتوقيت صنعاء).

في نفس الفترة الزمنية، نجحت قوات القيادة المركزية الأميركية (USCENTCOM) في تدمير خمسة أنظمة جوية غير مأهولة (UAS) أطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون فوق البحر الأحمر. وتم التأكيد على أن هذه الأنظمة الجوية كانت تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية في المنطقة، ما دفع القوات الأميركية إلى التدخل لحماية حرية الملاحة.

وأكدت سنتكوم في بيانها أن هذه الإجراءات تُتخذ لضمان أمان الملاحة في المياه الدولية، وحماية السفن الأميركية وسفن التحالف والسفن التجارية. وذكر البيان: "يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا للسفن الأميركية والتحالف والسفن التجارية."

يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توتراً متزايداً نتيجة الصراع المستمر في اليمن، حيث يسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلاد ويمثلون تهديداً للأمن الإقليمي والدولي. وقد أدت هذه الهجمات إلى تفاقم الوضع الإنساني في اليمن وزيادة حدة التوترات في البحر الأحمر، الذي يُعد ممراً حيوياً للتجارة الدولية.

وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة إلى تأمين هذا الممر البحري الهام، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من تجارة النفط العالمية. وقد كثفت القوات الأميركية من تواجدها في المنطقة وأجرت عمليات مراقبة مكثفة لضمان سلامة الملاحة.

وفي الوقت ذاته، يتواصل الجهد الدبلوماسي الدولي لإيجاد حل سلمي للنزاع في اليمن. تعمل الأمم المتحدة مع الأطراف المعنية لمحاولة التوصل إلى

اتفاق يضع حداً للعنف المستمر ويفتح الطريق أمام تحسين الأوضاع الإنسانية المتدهورة. ومع ذلك، تظل التحديات الأمنية في البحر الأحمر مصدر قلق رئيسي للدول المطلة عليه وللمجتمع الدولي ككل.

وفي إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، تقوم الولايات المتحدة بتنسيق جهودها مع الدول الشريكة في المنطقة لتعزيز القدرات الدفاعية والمراقبة المستمرة للتهديدات المحتملة. وتأتي هذه التحركات في ظل دعمها للحل السياسي للنزاع اليمني مع التأكيد على أهمية احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية.

وفي هذا السياق، شددت القيادة المركزية الأميركية على أن أي اعتداءات على السفن التجارية أو تهديدات للملاحة الدولية سيتم الرد عليها بحزم. وأكدت على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقوانين الدولية لتفادي تصاعد الصراع.

يُذكر أن الهجمات على السفن في البحر الأحمر ليست جديدة، إذ سبق للحوثيين تنفيذ هجمات مشابهة استهدفت ناقلات نفط وسفن تجارية. وتزيد هذه الهجمات من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة وتؤثر سلباً على حركة التجارة الدولية.

تظل المنطقة في حالة ترقب، حيث يتابع المجتمع الدولي بحذر تطورات الأحداث في البحر الأحمر. وفي الوقت نفسه، تواصل الدول المعنية تعزيز تعاونها لضمان الاستقرار والأمن في هذا الممر البحري الحيوي، مع التأكيد على أن الحل النهائي للنزاع في اليمن لن يتحقق إلا من خلال تسوية سياسية شاملة تنهي معاناة الشعب اليمني وتضع حداً للعنف.


المصدر : Transparency News