مارون مارون - صحافي


 لم يمارس بري يوماً دوره كرئيس لمجلس النّواب اللبناني، إنما يعود دائماً إلى أساس وجوده على الساحة السياسية، أي كرئيس مليشيا التي انتقل معظم أفرادها إما إلى شرطة مجلس النواب، وإما أغرقوا إدارات الدولة من حيث حَشوِها بالموظفين غير المنتجين، وهذا سبب أساسي من أسباب الانهيار الحاصل.

هذا من حيث الشكل، أما عن التعطيل، فإن برّي يعتقد في قرارة نفسه أن كل ما يُعلنه أو يقوله فهو صواب، وعلى الشعب اللبناني أن يقتنع بما قاله، وعلى هذا الأساس يتلو ما يحلو له وكأن الشعب اللبناني الحر هو قطيع من الأغنام.

لا وألف لا، لم يعد مسموحاً لا لبري ولا لسواه تشويه الحقائق الساطعة وتزوير الوقائع الدامغة، وهي أن بري شخصياً يقود مسار التعطيل. تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو الموقع المسيحي والماروني الأول في لبنان والشرق الأوسط، وهو الذي يُعطّل المبادرات، وهو الذي يُقفل مجلس النوّاب، وكتلته التي تُعطّل النصاب، وهو الذي لا يدعو إلى جلسة انتخاب بدورات متتالية، وهو الذي يخرق الدستور عبر الدعوة إلى حوار مُفخخ، وهو الذي يُحاول فرض مرشّح من أيتام النظامين السوري - الإيراني، وهو الذي يتلطّى خلف الإجماع المسيحي، وعندما تتقاطع غالبية القوى المسيحية على مرشّح مُعيّن، يلجأ إلى إقفال مجلس النوّاب.

فليعلم برّي وسواه وكل مَن يدور في فلك الممانعة، أن القوّات اللبنانيّة لم تخضع يوماً لا لابتزاز ولا لترهيب، وها هو التاريخ يشهد على أسيادهم يوم حاولوا فرض مخايل الضاهر رئيساً، بغطاء دولي، كيف تم منعهم ومن ثم دحرهم خارج الحدود. 

فليتعظ بري، ويتخلّى عن لغة المكابرة والاستعلاء والطروحات غير القابلة للبحث، وليقتنع أن القوّات اللبنانيّة تُمثّل الشريحة الأكبر من المسيحيين وبالتالي الكتلة النيابيّة الأوسع في مجلس النواب، فهي سيّدة نفسها وقراراتها وفقاً لما تُمليه مصلحة لبنان الدولة والمواطن لا الدويلة و"المقاوم".

وعليه، لا طاولة مُستطيلة، ولا حوار مُفخّخ، ولا استعلاء، ولا اتهامات باطلة مردودة إلى رئيس حركة "المحرومين" التي باتت "تحرم" كل اللبنانيين من انتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس .. والسلام.


(الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News")


المصدر : Transparency News