في يوم مليء بالتحركات الدبلوماسية المكثفة، جاب موفد الرئيس الفرنسي، جان إيف لودريان، مختلف المقرات الرسمية في بيروت، في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة الشغور الرئاسي التي تعصف بلبنان منذ فترة طويلة. وسط تفاؤل حذر وآمال معلقة على جهوده، تتساءل الأوساط السياسية والشعبية عما إذا كانت زيارة لودريان ستثمر أخيرًا عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أم أن هذا الملف سيظل معلقًا حتى إشعار آخر.


في يوم ماراتوني حافل، تنقّل موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان بين المقرّات الرسمية وقصر الصنوبر في بيروت، حيث عقد لقاءات مع غالبية القوى السياسية والكتل النيابية اللبنانية. تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت جهوده ستتكلل بالنجاح في نهاية المطاف، مما يتيح للبنان انتخاب رئيس للجمهورية بعد فترة طويلة من الشغور.

مصادر مواكبة للقاءات لودريان أعربت عبر صحيفة "الأنباء" عن أملها في أن يتمكن الموفد الفرنسي هذه المرة من تحقيق اختراق في الملف الرئاسي، مما قد يسهم في انتخاب الرئيس. وأشارت المصادر إلى إحراز تقدم في الشكل بموضوع إدارة الجلسة والتشاور بشأنها، حيث لوحظت ليونة في كيفية إدارة التشاور بعد الاتفاق على الأسماء، بهدف تسهيل الوصول إلى جلسات انتخابية. ومع ذلك، أوضحت المصادر أن هذه الليونة لم تمتد إلى المواقف من الترشيحات، التي ما زالت تراوح مكانها بسبب غياب الثقة بين المعارضة والممانعة. وبالتالي، يبقى هذا الأمر عائقاً أمام تحديد آلية الدعوة إلى التشاور وطريقة إدارة الجلسات الانتخابية.

النائب غسان سكاف، في حديثه لـ"الأنباء"، أشار إلى أن التحرك الفرنسي يشهد إعادة تزخيم، خاصة بعد التداخل بين الجهود الفرنسية المتعلقة بالملف الرئاسي والورقة الفرنسية المعدلة المرتبطة بالوضع المتفجر في جنوب لبنان. وأوضح سكاف أن زيارة لودريان تأتي عقب الاتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقبل لقاء ماكرون المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور فرنسا الشهر المقبل لمناقشة الحرب في جنوب لبنان. وأضاف أن زيارة لودريان تأتي في ظل تحذيرات فرنسية من ربط ما يجري في الجنوب بالصراع المستمر في غزة والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان.

سكاف أكد أن زيارة لودريان فاجأت الكثيرين، خاصة أنه لم يكن هناك أي أمر إيجابي يبررها. لكنه لفت إلى أن بيان اللجنة الخماسية الذي شدد على ضرورة انتخاب الرئيس يفرض على القوى السياسية الاستفادة منه، مشيراً إلى أن تطورات مجهولة قد تطرأ على المنطقة وتدفع إلى تأجيل إضافي، بالإضافة إلى انتظار تطورات الانتخابات الأميركية. وأضاف أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يشارك في الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، لم يعد لديه الوقت للالتفات إلى لبنان، مستبعداً بذلك التوصل إلى نتائج إيجابية في الملف الرئاسي في الوقت الحالي. وأوضح أن فرنسا لا تستطيع التحرك بمفردها دون تنسيق مع الولايات المتحدة، التي تنشغل حالياً بانتخاباتها الرئاسية.

الخلاصة تتلخص في التساؤل: هل سيتمكن لودريان هذه المرة من تعبيد الطريق إلى قصر بعبدا، أم سيستمر الشغور الرئاسي في لبنان إلى ما بعد الانتخابات الأميركية؟


المصدر : وكالات