في مخيمات النزوح السوري في شرق لبنان، تتصاعد حالة القلق والتوتر بين النازحين، حيث يتخذ العديد منهم قرارات مصيرية ببيع ممتلكاتهم وترحيل عائلاتهم إلى سوريا. تعكس هذه الخطوات الصعوبات الاقتصادية الشديدة والضغوطات الأمنية التي يواجهونها في لبنان، مما يجعلهم يبحثون عن حلول عاجلة لوضعهم المعيشي الصعب.


القلق يسود النازحين السوريين في مخيمات الطيبة بشرق لبنان، حيث قرر العديد منهم التخلي عن مأواهم وبيع محتويات خيامهم استعدادًا للرحيل إلى بلدات ريف حلب في سوريا. تأتي هذه الخطوة نتيجة لتفاقم الظروف المعيشية الصعبة والضغوطات الأمنية التي يواجهونها في لبنان.

يعيش النازح السوري كريم حالة من القلق والتوتر، حيث قام بتفكيك ألواح الطاقة الشمسية من سطح خيمته ونقل معها أمتعته الشخصية بما في ذلك جهاز التلفزيون والبراد والغسالة وبطارية لتخزين الطاقة، استعدادًا للمغادرة نحو سوريا. وليس كريم وحده الذي يعيش هذا القلق، بل العديد من النازحين في مخيمات الطيبة يواجهون نفس الوضع، حيث يقوم بعضهم ببيع خيامهم ومحتوياتها ويغادرون إلى الداخل السوري.

تشير التقارير إلى أن النازحين السوريين يعيشون ظروفًا اقتصادية صعبة في لبنان، حيث يواجهون صعوبات في تأمين سبل المعيشة والمصروفات اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يعانون من ضغوطات أمنية ومضايقات قد تؤدي إلى ترحيلهم بشكل قسري، مما دفع البعض إلى البحث عن بدائل في العودة إلى سوريا.

وتظهر الأرقام والإحصائيات أن النازحين السوريين يقومون ببيع محتويات خيامهم بأسعار تتراوح بين 500 و700 دولار أمريكي، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة النقل والرسوم الجمركية على الحدود السورية. كما يعاني النازحون من نقص في المساعدات الإنسانية والمساعدات المالية التي تقدمها المنظمات الدولية، مما يجعل الوضع المعيشي أكثر صعوبة.

في هذا السياق، تشير الشهادات إلى أن بعض النازحين قد قاموا بترحيل عائلاتهم وتركوا خيامهم خلفهم، مما يؤكد على حجم الضغوطات التي يواجهونها ورغبتهم في العودة إلى أوضاع أفضل في سوريا. ويتوقع المراقبون أن يستمر هذا الاتجاه مع تفاقم الأوضاع المعيشية في لبنان وتراجع مستوى المساعدات الإنسانية.


المصدر : Transparency News