شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية والشمالية الإسرائيلية تصاعدًا دراميًا في وتيرة الصراع، حيث تفاقمت المواجهات العنيفة بين الجانبين خلال 24 ساعة مضطربة. يأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي واسع النطاق على لبنان بأوامر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما أدى إلى ردود فعل قوية من "حزب الله" اللبناني واستهدافه مواقع استراتيجية داخل إسرائيل. هذا التصعيد الأخير يفتح فصلاً جديدًا في التوترات الإقليمية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.


شهدت الجبهة الجنوبية اللبنانية والشمالية الإسرائيلية 24 ساعة من المواجهات العنيفة، بعدما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات للجيش بتكثيف الضربات على لبنان. وأسقط "حزب الله" اللبناني مسيّرة إسرائيلية من نوع "هرمز 900" بصاروخ "أرض – جو"، مما أدى إلى اندلاع حريق في موقع سقوطها. واعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط المسيّرة، مشيرًا إلى أنها واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يمتلكها.

تصاعدت حدة المواجهات يوم السبت بعد ليلة من القصف الإسرائيلي على قرى لبنانية، بما في ذلك بلدة عدلون شمال نهر الليطاني، مما أسفر عن مقتل سيدة وإصابة آخرين، إضافة إلى دمار كبير. ورد "حزب الله" بسلسلة من العمليات، منها استهداف مقر قيادة "اللواء 769" في ثكنة كريات شمونة بصواريخ "بركان" ثقيلة، مما تسبب في اندلاع النيران وتدمير جزء من المقر. وأكدت بلدية كريات شمونة وقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية والممتلكات نتيجة القصف.

كما أعلن "حزب الله" عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية أخرى، منها موقع البغدادي ومبنى في مستعمرة نطوعة، والتجهيزات التجسسية في موقع المرج، ومرابض مدفعية في خربة ماعر. وأطلق الحزب هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مواقع عسكرية إسرائيلية شمال ثكنة يفتاح.

في المقابل، كثفت القوات الإسرائيلية قصفها لقرى وبلدات جنوبية وركزت على استهداف الدراجات النارية. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن مسيّرة إسرائيلية قصفت دراجة نارية على طريق "أكاسيا – مجدل سلم" في قضاء مرجعيون، مما أدى إلى إصابة شخصين. كما استهدفت غارة أخرى دراجة نارية على طريق "حاروف – جبشيت" غرب النبطية، وشن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدة الخيام والقنطرة، إضافة إلى محيط مسجد بلدة بارين الحدودية ومنطقة دردرية قرب حومين الفوقا، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن "حزب الله" يخوض الحرب دعماً لـ"حماس" في غزة، مما يكلف لبنان أكثر من 10 ملايين دولار يوميًا في نفقات مباشرة وغير مباشرة.

وحول توسعة الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، يرى الدكتور سامي نادر، مدير معهد "الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية"، أن الاعتبارات والأهداف بين الطرفين باتت مختلفة تمامًا. وأشار إلى أن أولوية تل أبيب الآن هي الإفراج عن الرهائن وتدمير القدرات العسكرية لـ"حماس" والحد من التوتر مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما دفع نتنياهو لتقديم مقترح لوقف إطلاق النار.

وأكد نادر أن شمال إسرائيل بات شبه خالٍ، مما يشكل تهديدًا أمنيًا وجوديًا لها، ويؤدي إلى دعوات لتوسيع الحرب مع لبنان. واعتبر أن نتنياهو قد يستفيد من الجبهة المفتوحة مع لبنان للخروج من الانسداد الذي وصل إليه في غزة.


المصدر : وكالات