ثورة في عالم سلامة السيارات: الذكاء الاصطناعي يكتشف المشاة أسرع 100 مرة!
02-06-2024 03:21 PM GMT+03:00
في خطوة هائلة نحو تحسين سلامة السيارات وتطوير تقنيات القيادة الذاتية، نجح باحثون من جامعة زيوريخ في ابتكار نظام متطور يجمع بين الذكاء الاصطناعي (AI) وكاميرا مستوحاة من الحياة البشرية. يتميز هذا النظام بقدرته على اكتشاف المشاة والعوائق على الطريق بسرعة تفوق 100 مرة سرعة كاميرات السيارات الحالية، مما يمهد الطريق لثورة حقيقية في مجال السلامة على الطرقات.
يأتي هذا الإنجاز الرائد من قبل دانييل جيريج وديفيد سكاراموزا، الباحثان في قسم المعلوماتية بجامعة زيوريخ، ليعالج ثغرة رئيسية في أنظمة سلامة السيارات الحالية. ففي حين أن السيارات الحديثة مجهزة بأنظمة متقدمة للكاميرات، إلا أنها لا تزال تعاني من بطء سرعة اكتشاف المشاة والعوائق، خاصة في الحالات الحرجة التي تتطلب ردود فعل سريعة.
يقدم نظام جيريج وسكاراموزا حلّاً مبتكراً لهذه المشكلة من خلال دمج كاميرا مستوحاة من طريقة عمل العين البشرية مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة. تتميز هذه الكاميرا بقدرتها على التقاط التغييرات في المشهد بشكل فوري دون الحاجة إلى التقاط صور متتالية، مما يسمح باكتشاف العوائق بشكل أسرع بكثير من الكاميرات التقليدية.
وعلى صعيد معالجة البيانات، يوظف النظام شبكتين عصبيتين اصطناعيتين: شبكة CNN لمعالجة الصور من الكاميرا القياسية، وشِبكة AGNN لتحليل البيانات الديناميكية ثلاثية الأبعاد من كاميرا الأحداث. تعمل هاتان الشبكتان معاً بشكل تكاملي لتعزيز نقاط قوة كل منهما، مما يسمح للنظام باكتشاف الأشياء بسرعة هائلة مع تقليل متطلبات البيانات والطاقة بشكل كبير.
أظهرت الاختبارات الدقيقة تفوق النظام الهجين بشكل كبير على أفضل كاميرات السيارات المتوفرة حالياً، حيث حقق سرعة اكتشاف أسرع 100 مرة مع خفض كبير في نقل البيانات والمتطلبات الحسابية.
يُعدّ هذا الإنجاز بمثابة قفزة هائلة إلى الأمام في مجال سلامة السيارات، حيث يمهد الطريق لأنظمة مساعدة سائق أكثر موثوقية وفعالية، ويُعزّز من إمكانيات تحقيق حلم القيادة الذاتية الآمنة.
يُؤكد الباحثان على أهمية دمج هذا النظام مع أجهزة استشعار "ليدار" المستخدمة عادةً في المركبات ذاتية القيادة لتعزيز قدراته بشكل أكبر.
ويقول سكاراموزا: "إن الأنظمة الهجينة مثل هذه قد تكون حاسمة لتمكين القيادة الذاتية وضمان السلامة دون زيادة كبيرة في البيانات والمتطلبات الحسابية".
المصدر : Transparency News