بعيداً عن صخب الحياة اليومية، تُخبّئ جبال لبنان كنزاً طبيعيّاً فريدًا لم يكتشفه أحد من قبل. ففي عينطورة المتن، تُطلّ علينا هوّة ومغارة قطّين عازار، أكبر مغارة في لبنان والمنطقة، بجمالها الطبيعي الخلّاب وكنوزها العلمية التي لا تُقدّر بثمن.


بعيداً عن ضجيج السياسة والأخبار اليوميّة، أطلّ علينا لبنان بوجهٍ آخر، وجهٍ يُظهر جماله الطبيعي الخلّاب وثرواته الكامنة.

فقد اكتشفت مجموعة من المستكشفين التّابعين للجمعيّة اللبنانيّة لدراسة المغاور (ALES) جوهرة جديدة تُضاف إلى تاج المواقع الطبيعيّة في لبنان، ألا وهي هوّة ومغارة قطّين عازار في عينطورة المتن.

وتُعدّ هذه الهوة والمغارة أكبر مغارة في لبنان والمنطقة، حيث تبلغ مساحتها 30 ألف متر مربع وعمقها 515 متراً. ويُعتبر هذا الاكتشاف إنجازاً علمياً هامّاً، فقد استمرت مغامرة استكشاف هذه الهوة لأكثر من 26 عاماً، وتطلّب ذلك جهوداً كبيرة من قبل أعضاء الجمعيّة اللبنانيّة لدراسة المغاور، بالتعاون مع خبراء فرنسيين من جمعية Continent 8.

وخلال هذه الرحلة الاستكشافية، واجه الفريق العديد من التحديات، وذلك لخطورة الموقع وصعوبة الوصول إليه. ولكنّ هذه التحديات لم تمنعهم من تحقيق إنجازهم، فقد تمكّنوا من اكتشاف وتوثيق دهاليز جديدة أفقيّاً وعموديّاً.

وإلى جانب قيمتها العلمية، تتميّز هوّة ومغارة قطّين عازار بجمالها الطبيعي الخلّاب، فهي تضمّ نهراً جوفيّاً ينتهي ببركة كبيرة، وتشكيلات صخرية فريدة من نوعها. وبفضل هذا الاكتشاف، تمكّنت الجمعيّة اللبنانيّة لدراسة المغاور من حفر 3 آبار على عمق 285 متراً، ما أدّى إلى تأمين المياه لأكثر من 27 بلدة في منطقة المتن الشمالي.

وعلى الرغم من صعوبة تحويل هذه الهوة إلى معلمٍ سياحي كمغارة جعيتا في الوقت الراهن، إلا أنّ ذلك يبقى حلماً يراود أعضاء الجمعيّة.فهم يعتقدون أنّ هذا الموقع يملك إمكانيات هائلة ليكون وجهة سياحية فريدة من نوعها في لبنان.

وختاماً، لا بدّ من التنويه بمشاركة العنصر النسائي بشكلٍ فعّال في هذا الاستكشاف، فقد أثبتت شابّات الجمعيّة قدرتهنّ على خوض هذه المغامرة الصعبة. كما شارك في الاستكشاف طفل عمره 10 سنوات، تمكّن من النزول إلى عمق 45 متراً داخل الهوّة.


المصدر : Transparency News