"بيروت تايمز" تُطلق مبادرة من أجل مساعدة الشباب اللبناني
06-06-2024 02:28 PM GMT+03:00
حضر الندوة النواب إيهاب مطر، راجي السعد، الوزير السابق الشيخ إبراهيم حنا الضاهر، ريشار قيومجيان، والنائب السابق مصباح الأحدب، مؤسس جمعية "لابورا" الأب طوني خضرا، مؤسس مجموعة "فالوريز" نعمة طوق، المدير التنفيذي لمؤسسة "إميل وثريا حنا الضاهر الاجتماعية الثقافية" عمر عيسى الخوري، الخبير المالي والمصرفي نيكولا شيخاني، وعدد من الشخصيات السياسية والمصرفية والإعلامية والدينية.
الضاهر: طاقات لبنان أكبر من جغرافيته
بعد النشيد الوطني، ألقى الوزير الضاهر كلمته، قائلاً:
"أشكركم جميعًا مرتين؛ مرة لمشاركتكم في هذه المناسبة، ومرة لكل ما تقومون به من جهود في مجالاتكم المختلفة لدعم الشباب والمواطنين للبقاء في وطنهم.
لبنان يزخر بثلاث ثروات رئيسية:
الأولى هي الثروة البشرية،
الثانية هي الثروة التاريخية،
والثالثة هي الثروة الجغرافية.
الثروة التاريخية تتجلى في الآثار التي تركتها الحضارات المتعاقبة، بدءًا من الآراميين والكنعانيين وصولًا إلى الفينيقيين والرومان، حيث أغنت هذه الأرض بإبداعات دينية، ثقافية، فلسفية، معمارية، وحضارية.
أما الثروة الجغرافية، فهي تعكس النعم الطبيعية التي منحها الخالق لنا، والتي كانت إطارًا للعطاءات الثقافية والحضارية.
هاتان الثروتان ساهمتا في تكوين الثروة البشرية، التي تمثل جوهر لبنان.
عندما نكون في الخارج، ننسب الناس إلى جنسياتهم، مثل إيطالي أو فرنسي أو ياباني، أما اللبناني فهو صفة، صفة الشاب الناجح الطموح المثقف المقدام. وعلينا للمحافظة عليها وتطويرها توفير إطار وطني ثابت ومستقر. فالأوطان، كما قلنا مرارًا، ليست حقًا مكتسبًا بل حق يُكتسب بقدر ما يقدم مشروعها قيمة مضافة حضاريًا وإنسانيًا. ولبنان، رغم الصعوبات والمعاناة والأزمات الدورية التي يمر بها، يبقى تجسيدًا لمشروع حضاري فريد يحاكي عصرنا هذا.
علينا أن نوفر للشباب بيئة سليمة ثقافية وتعليمية واقتصادية وأخلاقية، لكي نفتح أمامهم مجال تطوير طاقاتهم وشخصياتهم، وتأمين التحصيل العلمي للجميع دون استثناء. إن طاقات لبنان أكبر من جغرافيته، لذا لا بد من الحد الأدنى من الهجرة مع الحفاظ على الشريان الحيوي بين المواطنين المقيمين والمغتربين.
مبادرة جوزيان الحاج موسى، الصحفية الموهوبة والناشطة، هي محاولة لجمع الطاقات والمبادرات الخيرة لمواجهة هذه التحديات. وأنا أدعم وأرعى مثل هذه المبادرة وأتمنى أن تكون خطوة أولى في طريق طويل. وجودكم هنا اليوم هو دليل على النجاح. شكرًا."
درغام: شباب لبنان هم أمل المستقبل
بعد ذلك، ألقت الإعلامية راغدة درغام كلمة قالت فيها: "يعاني مجال الإعلام من تحديات كثيرة، أبرزها الذكاء الاصطناعي الذي يهدد المصداقية في الأخبار بسبب عدم وجود مصادر تتحقق من صدقية المعلومات. وأضافت أن إحدى المشاكل أيضًا هي الانتماء العقائدي للصحافي، لذلك طلبت من جميع الصحفيين عدم الخلط بين مهمة الإعلامي الموضوعي ودوره في نشر الحقائق والعقائد الحزبية أو السياسية أو الدينية التي يؤمن بها، والحفاظ على الموضوعية بقدر الإمكان".
توجهت درغام في ختام حديثها إلى الشعب اللبناني وخاصة فئة الشباب بالقول: "إن الشعب اللبناني شعب راقٍ، فبالرغم من كل الظروف القاسية المحيطة به، لا يزال شعبًا محبًا، وشباب لبنان هم أمل المستقبل."
الحاج موسى: صوتكم وقلمكم سيصبح لهما قيمة حقيقية
ثم تحدثت رئيسة مؤسسة "بيروت تايمز" جوزيان الحاج موسى قائلةً:
"When Beirut Calls to Action, Beirut Times meets the call.
نعم، بيروت تنادينا، ونحن نلبي النداء.
معالي الشيخ إبراهيم حنا الضاهر، أشكرك على ثقتك بي وإيمانك بإيماني. سألت رئيس الهيئة التنفيذية عمر عيسى الخوري، ماذا يمكننا أن نفعل لجمع جهودنا لخدمة جيل الشباب وتفاؤلنا بمستقبل أفضل؟ وقال لي: لدينا ثقة برؤية معاليك التي تتجاوز الواقع.
أضافت: "بيروت تايمز" هي المبادرة التي تجمع بين المبادرين وأصحاب الكفاءات في مختلف المجالات. هذه المبادرة تقول للشباب الموهوبين من طرابلس إلى البقاع والجنوب وبيروت، نحن بحاجة إليكم، وجعكم هو وجعنا. نحن هنا وسنبقى هنا، وبدونكم لا نحن ولا أهلنا ولا أولادنا لنا قيمة في هذا البلد. والأهم، هذه المبادرة للإعلاميين والصحفيين المبتدئين. سنفتح مجالات للدخول مع مؤسسات عالمية. وعد، صوتكم وقلمكم سيصبح لهما قيمة حقيقية، ومهنيتكم ستكون محمية".
ختمت الحاج موسى حديثها بالقول: "أهدي هذه الخطوة للإعلامية جيزيل خوري. جيزيل، كنت دائمًا تقولين لي: جوزيان، لا تتصرفي. لكنني أعدك أنني سأتصرف بشكل أفضل، ولن تكون هناك عودة إلى الوراء."
عيسى الخوري: نطلق تعاوننا مع مؤسسة "بيروت تايمز" لدعم الشباب
من ثم، ألقى المدير التنفيذي لمؤسسة "إميل وثريا حنا الضاهر الاجتماعية الثقافية" عمر عيسى الخوري كلمة قال فيها: "إن كنت هنا اليوم، فهو بسبب حبي لوطني وخدمتي له من خلال إدارتي للمؤسسة الخيرية التي أنشأها ويترأسها الشيخ إبراهيم حنا الضاهر، مؤسسة إميل وثريا حنا الضاهر الاجتماعية الثقافية. شكراً معاليك على ثقتك وشكراً لإيمانك بهذه المبادرة التي تجمعنا هنا اليوم".
أضاف: "يسعدني أن أكون هنا اليوم كجزء من هذا المؤتمر الهام الذي يهدف إلى دعم فرص مشاركة الشباب، التوظيف، والاستثمار في لبنان. إن مستقبل لبنان يعتمد بشكل كبير على شبابه، ولذلك يجب علينا العمل معاً كلبنانيين لخلق مسارات واضحة للتوظيف والاستثمار في قطاعات تجعل الشباب والشابات اللبنانيين يبقون في بلدهم مع منحهم كل الفرص اللازمة للتطور والنجاح. وبرأيي الشخصي، أن المكون الأساسي في البداية هو الترسيخ فيهم محبة بلدهم وفخرهم بالانتماء لوطنهم".
تابع عيسى الخوري: "لن أطيل عليكم الكلام، لذلك دعوني أعطيكم نبذة عن مؤسستنا، مؤسسة إميل وثريا حنا الضاهر الاجتماعية الثقافية، التي ترعى الاحتفال الذي أطلقته مؤسسة بيروت تايمز اليوم. تأسست منذ ما يقارب الثلاثين عامًا في قضاء بشري الغالي علينا على يد الوزير إبراهيم حنا الضاهر، الذي كان أول شخصية مستقلة من أرقى وأقدم عائلات قضاء بشري، والتي كانت تقدم منحًا ومكافآت دراسية تعليمية لأفضل طلاب المدارس والجامعات من قضاء بشري في جميع المجالات. هي مؤسسة خيرية عائلية خاصة، كانت ولا تزال تسعى دائمًا لتأمين المساعدات الفردية لكل الأطراف ذات الحاجة من دون استثناء، بعيدًا عن الإعلام والزبائنية".
أضاف: "تتعاون مؤسستنا اليوم مع مؤسسات خيرية دولية مثل جمعية l'oeuvre d'orient العالمية، التي هي اليوم معنا، بهدف توفير الدعم اللازم لتنفيذ المشاريع التي تساعد في خلق فرص العمل وجعل الناس يبقون في أرضهم من خلال التعاون مع البلديات والرعايا الدينية في شمال لبنان، وتحديدًا قضاء بشري ومناطق البقاع، وتحديدًا دير الأحمر وقراها المختلفة".
وفي الختام، أعلن عيسى الخوري الانطلاق الرسمي لتعاوننا مع مؤسسة "بيروت تايمز" ورئيستها التنفيذية السيدة جوزيان الحاج موسى، لدعم الشباب والشابات اللبنانيين من خلال خلق فرص العمل وتعزيز قطاع المهن والمجالات الأخرى وتوفير الدعم اللازم لمساعدتهم على التطور من داخل لبنان وليس من خارجه.
ومن بعدها دار حوار بين النائب مطر والأب خضرا والسيد طوق وشيخاني وعمر عيسى الخوري.
وأدار الحوار الإعلامي ربيع ياسين، الذي أشار إلى الأرقام المرتفعة بحسب الدراسات العالمية حول ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب اللبناني خاصة في الفترة الأخيرة وأهمية مبادرة "بيروت تايمز".
مطر: هدفنا إستنهاض طرابلس لإستعادة دورها الريادي على مساحة البلد
وخلال الندوة، تحدث مطر عن مجموعته للتنمية IMD، ودورها الفعّال في طرابلس في مختلف المجالات والقطاعات ودعمها المتواصل للشباب والشابات.
وقال مطر: "مجموعتنا IMD هدفها إستنهاض وتنمية طرابلس لكي نستعيد الدور الريادي الذي غاب كثيراً على مساحة البلد"، مشيراً الى أنه "يجرِ العمل على عدّة قطاعات في المدينة، ومنها القطاع التربوي نظراً لضرورته وحاجته الملحة في البلد، بالإضافة الى العمل على قطاع النفايات والطاقة البديلة والمياه والصرف الصحي نتيجة الخلل الكبير في كل منها، وأبرمنا عدّة إتفاقيات مع بعض المستشفيات والمستوصفات لتحسين الأوضاع".
وعبّر مطر عن خشيته من تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب، وتحديداً في المناطق التي تُعاني من الحرمان كمدينة طرابلس خاصةً وأن نسبة كبيرة من شبابها يعيش تحت خط الفقر مما يدفع بهم للهجرة، فتخسر المدينة ولبنان خيرة أبنائها.
وتابع مطر: "لدينا الكثير من الاستثمارات والمشاريع جاهزة للتطبيق لكننا ننتظر بعض الاستقرار في البلاد للبدء فيها".
أما الأب خضرا، فكان متفائلًا بأرقام تبشر بنجاح جمعية "لابورا" في مساعدة الشباب لإيجاد وظائف لائقة ومحترمة في لبنان، وتمنى على كل من يريد الحصول على فرصة عمل التوجه إلى منصة "لابورا" التي تساعد الشباب ليس فقط في إيجاد فرصة عمل، بل أيضًا في تدريبهم قبل الدخول إلى سوق العمل.
وتحدث طوق بتفاؤل حول مستقبل الشباب اللبناني، مشيرًا إلى ذكائهم وتميزهم عالميًا. وأكد أن اللبنانيين في لبنان لا يحصلون على التقدير المناسب، وأن هناك تشكيكًا بقدراتهم دائمًا، مع الأمل أن تتغير هذه النظرة في ظل عصر العولمة والانفتاح.
أما شيخاني، فقد أشار إلى أن أرقام البطالة مرتفعة وتختلف حسب المناطق، لكنه أكد أن اللبنانيين يظهرون قدرة عالية على تجاوز المراحل الصعبة والدقيقة، ويتميزون بالخروج من الأزمات بسرعة وبأقل أضرار ممكنة على عكس الدول الأخرى، بما فيها البلدان المتطورة.
المصدر : Transparency News