في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، تواجه إسرائيل تحذيرات من الولايات المتحدة بشأن مخاطر شن "حرب محدودة" في لبنان. مع تنامي المخاوف من تدخل إيران وتفاقم الصراع، تسعى الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا إلى إيجاد حل دبلوماسي لتخفيف التوترات المتزايدة على الحدود بين حزب الله وإسرائيل. في هذا السياق، تبدو إدارة بايدن حذرة من أن أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة، مما يضع المنطقة بأكملها على حافة نزاع واسع النطاق.


في الأسابيع الأخيرة، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرات لإسرائيل بشأن خططها المحتملة لشن "حرب محدودة" في لبنان، خشية أن يؤدي ذلك إلى تدخل إيران وتصاعد الصراع بشكل غير قابل للسيطرة. وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بأن هناك قلقاً متزايداً في صفوف الجيش الإسرائيلي من أن الوضع في لبنان قد وصل إلى نقطة تحول خطيرة.

وفي هذا السياق، تعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا على إيجاد حل دبلوماسي لتخفيف التوترات المتزايدة على الحدود بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. ورغم هذه الجهود، لم تتمكن واشنطن وباريس من تحقيق تقدم ملموس حتى الآن. وتعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن إعادة الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية سيكون مستحيلاً بدون وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس" أن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل بأن فكرة "الحرب المحدودة" في لبنان أو "الحرب الإقليمية الصغيرة" ليست خياراً واقعياً، نظراً لصعوبة منعها من التصاعد والخروج عن السيطرة. ووفقاً لهؤلاء المسؤولين، حذرت واشنطن إسرائيل من أن أي غزو بري للبنان، حتى لو اقتصر على المناطق القريبة من الحدود، سيؤدي على الأرجح إلى تدخل إيران.

وأحد السيناريوهات التي طرحتها الإدارة الأميركية هو أن لبنان قد يشهد تدفق مسلحين من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن، الذين قد يسعون للانضمام إلى القتال. وأوضح مسؤول إسرائيلي أن اجتماع مجلس الحرب لم يتخذ بعد قراراً بشأن لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي قدم عدة خيارات لتوسيع القتال، بما في ذلك غزو بري يهدف إلى دفع فرقة الرضوان التابعة لحزب الله بعيداً عن الحدود.

فرقة الرضوان تعتبر من قوات النخبة في حزب الله وتشتهر بقدراتها العسكرية المتقدمة. وأضاف المسؤول الإسرائيلي لـ"أكسيوس" أن التوجيهات التي أصدرها القادة السياسيون للجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر كانت تركز على هزيمة حماس في غزة وتجنب الحرب في لبنان، محذراً من أن تغيير هذه السياسة قد تكون له عواقب بعيدة المدى.

وأشار المسؤول إلى أن الحرب مع حزب الله أو القيام بعملية محدودة في لبنان من شأنها أن تترك تداعيات خطيرة على إسرائيل، فبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح واستنزاف الموارد، من المرجح أن تسفر عن اتفاق مشابه لذلك الذي يتم السعي إليه حالياً بين إسرائيل ولبنان. وأضاف: "نحن بحاجة إلى فهم هذا قبل اتخاذ القرارات".

وتظل مسألة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله محوراً رئيسياً للمناقشات بين الولايات المتحدة وحلفائها، في محاولة لتجنب اندلاع صراع أوسع نطاقاً قد يمتد تأثيره إلى خارج حدود لبنان، مما يجعل الوضع الإقليمي أكثر تعقيداً وخطورة.


المصدر : Transparency News