لودريان يزور الفاتيكان: مهمته تتعلق بلبنان
08-06-2024 05:57 PM GMT+03:00
اتجهت أنظار اللبنانيين إلى القمة الفرنسية-الأميركية التي عقدت في باريس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن، في أعقاب إحياء ذكرى إنزال النورماندي. تناولت المحادثات الرئاسية قضايا عالمية متعددة، من بينها الأوضاع الملتهبة في الأراضي المحتلة والحرب الروسية على أوكرانيا. ولم تغب عن هذه المحادثات الأوضاع في لبنان، حيث تم التطرق إلى واقعه العسكري الدقيق في الجنوب وأزمته الرئاسية.
وفقاً لمصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية"، بحث الرئيسان في قصر الإليزيه مسألتي الحدود والرئاسة اللبنانية. منذ أشهر، تنسق باريس وواشنطن في هاتين النقطتين ضمن الإطار الخماسي، بالإضافة إلى التنسيق عبر الموفد الرئاسي جان إيف لودريان والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. وقد اقتربت الدولتان في الآونة الأخيرة من التوافق بعد أن عدلت باريس موقفها وخرجت من خيار دعم مرشح محسوب على فريق معين.
تشير المصادر إلى وجود تكامل بين المساعي الأميركية والفرنسية، حيث يمكن الحديث عن ترابط بين الحل الرئاسي الذي يسعى إليه لودريان والخماسي، وحل مسألة الحدود الذي يعمل عليه هوكشتاين. يعد انتخاب رئيس جديد ضرورياً لمواكبة "التسوية البرية". ومن المتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة فقرة تتعلق بلبنان، تأكيداً على أهمية هذا الملف في المحادثات الثنائية.
وفي مؤشر جديد على حجم الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني، أعلن لودريان أنه زار الفاتيكان عشية القمة الرئاسية بين ماكرون وبايدن. وأوضح عبر منصة "أكس" أنه تواجد في الفاتيكان كمبعوث شخصي للرئيس الفرنسي لمناقشة موضوع لبنان مع الكاردينال بارولين، وزير خارجية الكرسي الرسولي، ومع المونسنيور بول ريتشارد غالاغير، أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول.
تأتي هذه الجهود في إطار مساعي فرنسا لتسوية الأوضاع في لبنان، الذي يعاني من أزمة سياسية مستفحلة تعيق انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد عملت باريس وواشنطن على تعزيز التعاون بينهما لدعم استقرار لبنان من خلال مبادرات دبلوماسية تهدف إلى إيجاد حلول مستدامة.
تعد القمة الفرنسية-الأميركية حدثاً مهماً يعكس التزام البلدين بالعمل معاً على القضايا الدولية الكبرى، بما في ذلك الملف اللبناني. يعكس الاهتمام الدولي بلبنان الأهمية الجيوسياسية لهذا البلد في المنطقة، ويبرز الحاجة إلى دعم دولي قوي لمساعدته في تجاوز أزماته السياسية والاقتصادية.
من المنتظر أن تثمر هذه الجهود الدبلوماسية عن خطوات ملموسة تسهم في استقرار لبنان وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الحالية. ويأمل اللبنانيون أن تسهم هذه التحركات الدولية في تحقيق انفراج سياسي يمكن أن يمهد الطريق لإصلاحات جوهرية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
المصدر : Transparency News