بعد أن كانت مواقفه السابقة تتسم بشدة الانتقاد للتصويت بالبريد في الانتخابات الأمريكية، خاصةً بعد هزيمته في 2020 والتي ألقى باللوم جزئيًا على هذه الطريقة الانتخابية، يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قد قرر التغيير.


في تحول مفاجئ لموقفه، غيّر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، رؤيته بشأن التصويت بالبريد في الانتخابات، مُعلنًا مبادرة جديدة لتشجيع هذه الطريقة الانتخابية، بعدما كان قد انتقد بشدة هذه السياسة وأشار إلى أنها من أسباب هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، خلال السنوات السابقة، كان ترمب قد أطلق تصريحات متكررة تهاجم التصويت بالبريد، مُصنّفًا إياه بأنه "احتيال كبير" يشمل "عمليات تزوير مكثفة". على الرغم من تلك الانتقادات، أعلن ترمب الأسبوع الماضي عن مبادرته الجديدة التي تهدف إلى تعزيز التصويت عبر البريد، دون الإشارة إلى تصريحاته السابقة.

وفي بيان أصدره، أكد ترمب أهمية فوز الجمهوريين في الانتخابات المقبلة، مُعلنًا عن استخدام "كل الأدوات المناسبة" لتحقيق هذا الهدف و"حماية الوصول إلى صناديق الاقتراع". وفي تحليلات للمحللين، يُعزى هذا التغيير في الموقف إلى تقليص الفارق بين ترمب والرئيس الحالي جو بايدن، وتزايد الحاجة لاسترداد أصوات الجمهوريين المنحازين للتصويت بالبريد.

ويُشير الخبراء إلى أن نسبة التصويت بالبريد في الولايات المتحدة كانت تتراجع على مدى السنوات الأخيرة، لكنها شهدت ارتفاعًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، خاصةً بسبب تفشي جائحة "كوفيد - 19"، التي دفعت الناخبين إلى تفضيل هذه الطريقة الآمنة للتصويت. وبالرغم من أن هذه السياسة كانت تلقى تأييدًا بارزًا من قبل الديمقراطيين، فإن 32 في المائة من الجمهوريين اختاروها أيضًا، وفقًا لمعهد "بيو" للأبحاث.

على صعيد آخر، كانت تغريدات ترمب وتصريحاته السابقة تستنكر استخدام التصويت بالبريد، مُعتبرًا إياه "فسادًا على نطاق واسع". ولكن بالرغم من هذه الانتقادات، فقد أدلى ترمب بصوته عبر البريد في الانتخابات التمهيدية الجمهورية لعام 2020. وفي ضوء هذه التطورات، يعتقد البعض أن التغيير في موقف ترمب يأتي نتيجة لتحسن فرصه في الفوز بالانتخابات المقبلة، وبالتالي، فإن التسليم بقواعد اللعبة الجديدة قد يكون له دور كبير في نجاحه.


المصدر : Transparency News