أكد البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي أنّه "لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، إذ لا يمكن بحكم الدستور وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى.


وذكر ان المادّة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، حرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سوريا"، متسائلاً: "ما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟".

وافتتح الراعي، اليوم، في بكركي سينودس أساقفة الكنيسة البطريركيّة، وقال في كلمته: "يسعدنا بعد أن أنهينا الأربعة أيّام رياضة روحيّة التي ألقى مواعظها مشكورًا، حضرة الأب جورج الترس المشير العام في جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة بعنوان عام "بالصلاة نواجه الأزمات"، أن نبدأ اليوم أعمال السينودس البطريركيّ المقدّس. فإنّا نحيي إخوتنا السادة المطارنة الغائبين لأسباب صحيّة، ونتكّل على مواكبتهم لنا بالصلاة"، مضيفاً أنّ "أعماله باتت معروفة وقد حدّدناها الأسبوع الفائت. فهي تتضمّن النظر في أبرشيّتي سيّدة شهداء الموارنة في المكسيك، وسيّدة لبنان باريس، والعنصر الجديد إنشاء أبرشيّة في فنزويلا، بقرار بلّغنا إيّاه بالأمس الكردينال Claudio Gugerotti رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة. وسنجري إنطلاقًا من مساء اليوم سماع ما يوصي به الآباء الأفاضل حول الأسماء".

وعدّد الراعي أعمال السينودس قائلاً: "سنتوقّف عند الشؤون الليتورجيّة ونصوّت على بعض كتبها، ونطرح موضوعي النظر في إمكانيّة فتح دعوى تطويب وجهين معروفين في كنيستنا المارونيّة. وسننظر أيضًا في التنشئة الكهنوتيّة في مدارسنا الإكليريكيّة، وفي السنة الرعائيّة والتنشئة المستدامة للكهنة في الخمس سنوات الأول من حياتهم الكهنوتية، وفي كلفة الطالب الإكليريكيّ. سنتوقّف عند الشأن الإجتماعيّ في كنيستنا وخطّة عملنا لمواجهة حاجات شعبنا في المدارس والجامعات والمستشفيات، وعند توزيع العدالة في محاكمنا المارونيّة".

وأضاف: "سننظر في مسيرة كنيستنا نحو الدورة الثانية في تشرين الأوّل المقبل من سينودس الأساقفة العام، وسنخصّص النظر في المؤسّسات البطريركيّة كالرابطة المارونيّة والمؤسّسة المارونيّة للإنتشار، والمؤسّسة البطريركيّة للإنماء الشامل، والمركز المارونيّ للتوثيق والأبحاث والشبيبة المارونيّة. وسنتوقّف عند الحدثين الكبيرين في حياة كنيستنا المارونيّة وهما: تطويب البطريرك الكبير مار اسطفان الدويهي في 2 آب المقبل، ورفع الطوباويّين المسابكيّين الثلاثة على مذابح الكنيسة بين القدّيسين في السماء، خلال السنة المقدّسة 2025".

في الشان السياسي، أكد الراعي أنّه "لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، إذ لا يمكن بحكم الدستور وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى. فالمادّة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، حرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سوريا"، متسائلاً: "ما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟".
وختم قائلاً: "هذه وسواها من النقاط سيبحثها آباء السينودس البطريركيّ بكلّ جديّة ومسؤوليّة. فلنقف الآن ونصنع القسم بحفظ السرّ في كلّ ما نقول ونسمع. فلنتّكل على العناية الإلهيّة، ولنبدأ أعمالنا باسما رافعين المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، له المجد الآن وإلى أبد الأبدين، آمين".