كشفت عمليات رصد حديثة، عن وجود طبقة من الصقيع أو "الجَمَد" (Frost) على قمم براكين المريخ الضخمة، وهو اكتشاف غير متوقع يمكن أن يساهم في فهم دورة الماء على الكوكب الأحمر وتعزيز الإمكانيات لإيفاد بعثات استكشافية إليه في المستقبل.


تمكنت مركبة "ترايس غاس أوربيتر" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية من التقاط صور لهذه الظاهرة المفاجئة، أثناء مرورها فوق قبة "ثارسيس" بالقرب من خط استواء المريخ. تشكل هذه المنطقة المرتفعة، التي تضم براكيناً ضخمة مثل "أوليمبوس مونس"، والتي يعتبرها الباحثون الأكبر في النظام الشمسي، بيئة تمثل تحدياً لفهم الظروف المناخية على سطح المريخ.

يعتقد الباحثون أن هذا الصقيع يشكل نتيجة لظروف فريدة على سطح المريخ، حيث تعمل أشعة الشمس القوية والضغط الجوي المنخفض على الحفاظ على درجات الحرارة على مستوى مرتفع إلى حد ما عند القمم وعلى سطح المريخ. وعلى الرغم من أن درجات الحرارة يمكن أن تنخفض بشكل كبير خلال الليل إلى مستوى متدنٍ جداً، إلا أن هذا الصقيع لا يحدث عادةً على الأرض.

يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للاستكشافات المستقبلية، حيث يمكن استخدام هذا الصقيع لاستخراج الماء للاستهلاك البشري، وربما حتى لإطلاق الصواريخ من المريخ، عبر عمليات فصل جزيئات الأكسجين والهيدروجين. هذا يشير إلى أهمية التعمق في دراسة هذه الظاهرة لتعزيز فهمنا للظروف البيئية على الكواكب الأخرى واستكشافها بشكل أكبر.


المصدر : وكالات