يخوض طلاب الثانوية العامة في لبنان امتحاناتهم الرسمية في ظل ظروف استثنائية صعبة ألقت بظلالها على مسيرتهم التعليمية. فقد أظهر استطلاع حديث أن نسبة قليلة فقط من الطلاب تشعر بالجاهزية للامتحانات، بينما يعاني قطاع التعليم من أزمات متراكمة، ناهيك عن الأثار النفسية التي خلفتها الأزمات المتلاحقة.


أظهر استطلاع أجراه مركز الدراسات اللبنانية أن 27% فقط من طلاب الثانوية العامة في المدارس الخاصة جاهزون لخوض الامتحانات الرسمية المقررة نهاية هذا الشهر، مقابل 17% فقط في المدارس الرسمية.

ويعزى هذا الانخفاض في الجاهزية إلى تراكم الفاقد التعليمي الناتج عن جائحة كورونا والعدوان الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى التدهور المستمر في جودة التعليم في كل من المدارس الخاصة والرسمية.

أدى العدوان الإسرائيلي إلى نزوح 36% من طلاب الشهادة الثانوية من مناطقهم، كما أثر على العملية التعليمية لـ 60% من الطلاب إما جزئياً أو كلياً.

وذكر 38% من الطلاب المستطلعين أن مدارسهم أغلقت لفترات مؤقتة قبل أن تستأنف الدراسة، بينما أفاد 30% منهم أن مدارسهم أغلقت بصورة كاملة ولجأوا إلى التعليم عن بعد. في المقابل، انقطع 6% عن الدراسة تماماً، ولم يحصلوا على أي فرصة تعليمية أخرى.

أشار الاستطلاع إلى أن 73% من الطلاب يرون أن غياب الجاهزية يعود إلى تراكم الفاقد التعليمي، بينما يرى 39% أن جودة التعليم في مدارسهم كانت جيدة هذا العام.

ووجدت الدراسة أن جودة التعليم في المدارس الخاصة تتدهور بوتيرة أسرع مقارنة مع المدارس الرسمية، حيث أفاد 52% من طلاب الشهادة الثانوية في المدارس الخاصة أن جودة التعليم كانت جيدة مقارنة بـ 68% العام الماضي.

التأثير النفسي للأزمات

أظهرت الدراسة أيضاً أن الأزمات المتراكمة أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية للطلاب، حيث أفاد 44% منهم بأن حالتهم النفسية سيئة. طالب الباحثون في مركز الدراسات بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، وتلبية احتياجاتهم التعليمية، كما طالبوا بمعاملة خاصة لطلاب الجنوب والبقاع في الامتحانات الرسمية.

وأشاروا إلى أن معالجة الفاقد التعليمي تتطلب خطة وطنية شاملة، وأن تنشر وزارة التربية بوضوح وشفافية بيانات عن نتائج المدرسة الصيفية.


المصدر : Transparency News