بينما يتزايد عدد كبار السن في لبنان، تتزايد أيضًا التحديات التي يواجهونها في مجال الرعاية الصحية والتأمين الاجتماعي. يعكس الواقع الحالي حاجة ملحة إلى استراتيجيات جديدة لتلبية احتياجات هذه الفئة المتنامية من المجتمع. في هذا السياق، يبرز الدور الحيوي للسياسات الاجتماعية والصحية في تأمين حياة كريمة ومستقرة لكبار السن، مما يستدعي النظر في التحديات الراهنة واقتراح الحلول المناسبة لضمان رعايتهم الكاملة واللائقة.


تحت عنوان "تحدّيات رعاية كبار السن في لبنان: بين الإحاطة الاجتماعية والتأمين الصحي"، يظهر الوضع الحالي للمسنين في لبنان بوضوح، حيث يواجهون تحديات كبيرة فيما يتعلق بالرعاية الصحية والتأمين الاجتماعي. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبار السن في البلاد تصل إلى 19.5%، مما يجعلهم في حاجة ماسة إلى رعاية ودعم مستمرين.

على الرغم من وجود برامج وتقديمات اجتماعية من جانب الضمان الاجتماعي، إلا أن العدد الكبير لكبار السن والمتقاعدين يفرض ضغوطًا كبيرة على هذه البرامج، خاصة مع تقلص التقديمات المالية والتحديات الاقتصادية التي يواجهها البلد.

يؤكد مدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، محمد كركي، على أهمية توفير رعاية شاملة لكبار السن، بما في ذلك تأمين مساكن لائقة وخدمات صحية متكاملة. ومن هذا المنطلق، يعكف الصندوق على تطوير برامج الرعاية الصحية وتوفير الدعم اللازم للمتقاعدين، وخاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

ومع إصدار قانون نظام التقاعد والحماية الاجتماعية في لبنان، كان من المتوقع توفير معاشات تقاعدية مدى الحياة للمتقاعدين. ومع ذلك، تأخرت إصدار المراسيم التطبيقية لهذا القانون، مما أثر سلبًا على الوضع المالي للمتقاعدين وزاد من معاناتهم.

تشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 120 ألف شخص من كبار السن مسجلين في الضمان الصحي، الذين يعتمدون عليه لتوفير الرعاية الطبية اللازمة. ومع ذلك، فإن الرعاية الصحية وحدها لا تكفي، بل يجب توفير دعم مالي إضافي ومساكن لائقة لهؤلاء الأفراد.

تطالب الجهات المعنية بتسريع إصدار المراسيم التطبيقية لقانون التقاعد والحماية الاجتماعية، وتحديداً فيما يتعلق بتوزيع أعضاء مجلس الإدارة وتشكيله. كما تحث على توفير معاشات تقاعدية مدى الحياة للمتقاعدين، لضمان حياة كريمة ومستقرة لهم في مرحلة الشيخوخة.

وفي هذا السياق، يعتمد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على الطب الملطف والرعاية الصحية المتخصصة، لتوفير الرعاية اللازمة للمرضى المزمنين وكبار السن. ومن خلال هذه الجهود المشتركة، يسعى القطاع الصحي والاجتماعي في لبنان إلى توفير بيئة حياتية مناسبة لكبار السن وضمان رعايتهم الكاملة.


المصدر : Transparency News