باريس تتفاءل .. لودريان يحقق تقدماً في ملف الرئاسة اللبنانية
13-06-2024 08:46 AM GMT+03:00
على عكس الأجواء السياسية القاتمة في بيروت، ينقل زوار العاصمة الفرنسية باريس عن أحد السفراء الذين التقوا الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان تفاؤله بتحقيق خروقات إيجابية في مساعي إتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان خلال زيارته الأخيرة.
أوضح المصدر أن لودريان أكد لمحدثيه أنه حقق إنجازاً هاماً في مسألة إقرار "الثنائي"، وتحديداً "حزب الله"، بفصل مسألة رئاسة الجمهورية عن حرب غزة، حيث سمع مباشرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، تأكيداً بعدم الربط بين الحرب والرئاسة. لدرجة أن لودريان قال: "أنا أصدق ما قاله رعد".
وأضاف المصدر أن لودريان تعمد عدم الوضوح في كل اللقاءات التي عقدها في بيروت. في لقائه مع الرئيس بري، أبدى ثقته بما يقوم به رئيس المجلس، ولم يتطرق إلى المرشح الثالث، محاولاً القبول بالتشاور. وكان جواب بري: "لا مشكلة لدي بالتسمية، سواء كانت حواراً أو تشاوراً"، وهو ما اعتبره لودريان خرقاً إيجابياً.
كما أشار المصدر إلى أن الخرق الآخر الذي تحدث عنه لودريان هو سماعه من "حزب الله" كلاماً واضحاً، مفاده أنه "عندما يدعو الرئيس بري إلى حوار ويترأسه، نحن نشارك في هذا الحوار، وأن عقد جلسات بلا نتيجة أصبح بلا فائدة"، مع تأكيد تمسك الحزب بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. واستعداد "حزب الله" للمشاركة في أي حوار يدعو إليه بري رآه لودريان خطوة إيجابية.
وتابع المصدر أن لودريان لاحظ إجماع كتل نيابية وقيادات سياسية وازنة على الدور المحوري للرئيس بري في حل أزمة الرئاسة. وقد سمع هذا الموقف من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي رد بحزم عندما طرح لودريان صيغا مرنة للحوار طالباً من ميقاتي لعب هذا الدور، حيث أكد ميقاتي أن الرئيس بري هو الأنسب لهذا الدور. كما أعاد لودريان طرح الفكرة على الزعيم وليد جنبلاط، الذي بادر بجولات لقاءات مع القوى النيابية، مشدداً على ضرورة العودة إلى الرئيس بري اختصاراً للوقت والجهد ولتحقيق نتائج سريعة.
وأشار المصدر إلى أن لودريان حاول انتزاع تعهد من الرئيس بري بأنه في حال الوصول إلى جلسات انتخاب مفتوحة، فإن نواب كتلة التنمية والتحرير سيبقون في القاعة ولن ينسحبوا لتطيير النصاب. وبينما تحدث لودريان عن حصوله على هذا التعهد، نفت أوساط "الثنائي" ذلك.
وختم المصدر بأن ما وصفه لودريان بـ"الخروقات الإيجابية" هو في الواقع مراوحة في ذات الحلقة المفرغة، وعدم التقدم خطوة نحو مسار يمكن البناء عليه. وأشار إلى أن التطورات المتسارعة تشير إلى أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيدات، وأن موعد الاستحقاق الرئاسي في لبنان لم يحن بعد، وقد يستدعي الأمر انتخاب مجلس نيابي جديد.
المصدر : Transparency News