في قرية كفرشوبا اللبنانية، تعيش المزارعون هذا العام تحت وطأة الخسائر الفادحة والتحديات الكبيرة، حيث ألحقت بهم الحرب أضراراً جسيمة على محاصيلهم من الكرز، التي تمثل مصدر رزقهم الأساسي. مع تداعيات النزاع والقصف المتكرر، فقدت كروم الكرز في هذه القرية جزءًا كبيرًا من إنتاجها، مما يهدد بنقص حاد في الإمدادات المحلية وزيادة في الأسعار.


مزارعو كرز كفرشوبا يواجهون خسائر فادحة هذا العام بسبب تداعيات الحرب، حيث تعرضت كرومهم للقصف والحرائق، مما أدى إلى عدم قدرتهم على قطاف محاصيلهم المعيشية الرئيسية. الحرب لم تستثنِ كرز كفرشوبا، والتي تشكل جزءًا هامًا من اقتصاد المنطقة، حيث يقدر الخسارة بما يصل إلى 200 ألف دولار، مما ترتب عليه نقص في السوق المحلية لهذا النوع من الكرز.

كفرشوبا، الموقعة جغرافيًا على الحدود مع إسرائيل، تعاني من تعرض متكرر للقصف والحرائق، وقد أتت الحرائق على 30% من كروم الكرز، مما ينذر بخسائر أكبر إذا لم يتمكن المزارعون من الوصول إلى كرومهم للعناية بها وإنتاجها. هذا الموسم، الذي كان واعدًا جدًا بالنسبة للمزارعين، ذهب أدراج الرياح بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعيشها المنطقة.

رئيس بلدية كفرشوبا، قاسم القادري، يشدد على أن هذه الخسائر الكبيرة تؤثر بشكل كبير على السكان المعتمدين على الزراعة كوسيلة للعيش، حيث يعتبر موسم الكرز مصدرًا رئيسيًا للدخل. القادري يوضح أن المساعدات الحكومية غائبة تمامًا، مما يجبر المزارعين على الاعتماد على دعم منظمات غير حكومية وبعض التبرعات الخاصة لتخفيف الضرر.

الحرب في لبنان لم تكن مجرد نزاع عسكري، بل تعتبر حربًا اقتصادية تستهدف البنى التحتية والموارد الطبيعية، وهذا ما يؤكده القادري الذي يعتبر أن الحرائق التي اندلعت في كروم الكرز لها أهداف استراتيجية تهدف إلى إضعاف الاقتصاد المحلي وتهجير السكان.

بالرغم من الظروف الصعبة، يظل المزارعون متفائلين ويأملون في إعادة إعمار كرومهم وبدء الإنتاج مرة أخرى، مع الإيمان بأن استقرار الأوضاع الأمنية سيعود بالنفع على الجميع، وسيسمح لهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية واستئناف أعمالهم الزراعية بكل قوة وإرادة.


المصدر : Transparency News