حسين عطايا - كاتب وباحث سياسي


لم يعد خافياً على احد ان حزب الله يُعاني من انكشاف وخرق امني كبيرين ، وعلى مستوى عالي جداً ، وهذا ما يُمكن الاستخبارات الصهيونية واجهزتها العسكرية من اصطياد قيادات ميدانية  ورفيعة جداً والتي لم يكن اخرها " طالب سامي عبدالله - ابي طالب " ، مع ثلاثة قيادات ميدانية اخرى ، من خلال هجوم جوي استهدف المنزل الذي كانوا يجتمعون فيه في بلدة جويا ، شرقي مدينة صور .
هذا الامر يُلقي بثقله على حزب الله ، خصوصاً أن ابي طالب كان ارفع قيادي في حزب الله يجري استهدافه منذ الثامن من تشرين الاول - اوكتوبر ، وهو يأتي في ترتيب  سلم القيادات الاول بعد عماد مغنية الذي تم اغتياله في حي كفرسوسة في العاصمة السورية .
هذا الموضوع يطرح السؤال التالي : 
الى متى سيبقى حسن نصرالله امين عام حزب الله يُكابر ويتهم اللبنانيين بالخيانة والعمالة ، بينما العمالة تخترق صفوفه وبشكلٍ كبير وواضح ؟؟؟؟! 
صحيح ان العدو الصهيوني يتمتع بأجهزة تكنولوجية عالية والذي لم تبخل عليه الدول الغربية يوماً بأن يمتلك احدث ما طورته العلوم في كل ما يتعلق بتكنولوجية المعلومات والعمل الاستخباراتي ، ولكن مهما تعددت وتطورت تلك الاجهزة ، فلن يستطيع العدو من الوصول الى معرفة تاريخ وزمان ومكان الاجتماع الذي يتواجد فيه القيادي ابي طالب والقيادات الميدانية لولا متابعة عملاء على الارض ومن ضمن البيئة اللصيقة والحاضنة لحزب الله ، خصوصاً إذا ما اخذنا بعين الاعتبار الاحتياطات الكبيرة التي يتخذها ابي طالب وبقية القيادات الميدانية منذ ان نجحت استخبارات العدو من اغتيال العديد من تلك القيادات وفي اماكن حساسة وغير متوقعة ، فمثلاً اتت عملية اغتيال وسام الطويل في بلدته خربة سلم من خلال زرع عبوة ناسفة قرب منزل الطويل والتي تم تفجيرها بواسطة مسيرة لحظة خروجه من منزله ، وهنا المستغرب ان زراعة عبوة بالقرب من منزل الطويل   لا يستطيع القيام بها إلا من كان يمتلك الجرأة الناتجة عم معرفة بدقائق الامور وغير متوقع منه القيام بهذا الامر ، اي انه من ذوي الثقة ومن الاقربين الذين هم من اهل البيت .
اما عن اعتيال ابي طالب والقادة الثلاثة الاخرين معه   فتأتي نتيجة متابعة دقيقة من الارض " العملاء " وبالتنسيق مع سلاح الجو والاستخبارات الصهيونية التي تتربص لتنفيذ ما يُلحق الاذى الكبير بقادة حزب الله .
من هنا تأتي الفرصة لان يُغير حزب الله ، ويتخلص من لوثة وازمة الانظمة الدكتاتورية العربية الممانِعة ، والتي تُراقب اجهزتها الشعب بينما العدو يخترقها على مساحاتها ويُنفذ عمليات تخريبية كبيرة جداً ، وهذا بالفعل ما يحدث مع حزب الله   فإنه يوجه جل عمل اجهزته الامنية ، في متابعة اللبنانيين والناشطين الشيعة منهم هلى وجه الخصوص  الذين يُعارضون الحزب ويختلفون بالرأي معه ، بينما تارك الامور الداخلية والاختراقات الصهيونية على غاربها ، بينما الاستخبارات الصهيونية  تُصيبه في مقتلٍ كبير وتقوم بالتالي بتصفية قادته الميدانيين .
هذه العمليات تُبرهن تفوق العدو الصهيوني على حزب الله وحلفائه في الممانعة وعلى رأسهم إيران  ،  خصوصاً إذا ما راجعنا مسلسل التفجيرات الغامضة التي اصابت مفاعلات نووية ، وحتى اغتيالات كبيرة في قلب ايران وعاصمتها طهران ، عدا عن سرقة الارشيف النووي الايراني والذي يضم الاف الوثائق السرية عن المشروع النووي الايراني .
لذا ، يجب على حزب الله تغيير فعلي في اجهزته الامنية ووجهة اعمالها ، وفتح تحقيقات جدية مع كل المراكز الامنية والعسكرية التي تتبع للحزب ، لمحاولة اكتشاف الخرق الامني الذي يتعرض له منذ فترة طويلة واتت ثماره لخدمة العدو الصهيوني في حرب المشاغلة والاسناد التي يخوضها منذ الثامن من تشرين الاول - اوكتوبر من العام الماضي ولا زالت مستمرة ، وقد الحقت بقياداته الوسطى والميدانية خسائر كبرى ، ولا زالت مستمرة .

 

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )