أدان خبراء مستقلون في الأمم المتحدة بشدة استخدام القوات الإسرائيلية لشاحنة مساعدات إنسانية في عملية تحرير رهائن في قطاع غزة. ووصف الخبراء هذا التصرف بأنه "غدر" ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة المحاصرة.**


ندد خبراء مستقلون في الأمم المتحدة باستخدام القوات الإسرائيلية شاحنة مساعدات إنسانية خلال عملية تحرير رهائن في غزة، وذلك رغم النفي الإسرائيلي والأمريكي لهذه الادعاءات. واعتبر الخبراء في تقرير نشره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن ما جرى في النصيرات يعد "واحدة من أبشع الأعمال" في الاعتداء الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر، والذي خلف أكثر من 36,000 قتيل فلسطيني، و80,000 مصاب، وتشريد وتجويع مليوني شخص في القطاع.

في تقريرهم، أشار الخبراء إلى أن العملية التي وقعت في الثامن من يونيو تضمنت دخول القوات الإسرائيلية بمساعدة جنود أجانب إلى النصيرات، متنكرين كنازحين وعمال إغاثة في شاحنة مساعدات إنسانية. وقد نفذت تلك القوات هجمات برية وجوية مكثفة، ما أثار الرعب والموت واليأس بين السكان.

وأعرب الخبراء عن ارتياحهم لعودة الرهائن الإسرائيليين، لكنهم انتقدوا بشدة استخدام القوات الإسرائيلية لشاحنة المساعدات، والتي جاءت من رصيف بحري بنته الولايات المتحدة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. ووصف الخبراء هذا التكتيك بأنه "غدر"، مشددين على أنه يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ويصل إلى حد جريمة حرب. وأوضحوا أن ارتداء ملابس مدنية لتنفيذ عمليات عسكرية يعرّض عمال الإغاثة للخطر ويهدد جهود إيصال المساعدات الإنسانية، ويعكس مستوى غير مسبوق من الوحشية.

في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي استخدام شاحنات مساعدات أو الرصيف البحري في عملية تحرير الرهائن الأربعة. وأكدت القوات الأمريكية أن الرصيف المؤقت أنشئ على ساحل غزة لنقل المساعدات المنقذة للحياة إلى القطاع. وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" عن تفكيك الرصيف المؤقت بسبب الأحوال الجوية ونقله إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، مع التأكيد على إعادة تثبيته على ساحل غزة فور تحسن الظروف الجوية لاستئناف تقديم المساعدات.

وأعربت شاينا لو، المسؤولة بالمجلس النرويجي للاجئين، عن مخاوفها من تأثير هذه الأحداث على قبول السكان للمساعدات، محذرة من أن مثل هذه التصورات قد تعرض عمليات الإغاثة وموظفيها للخطر.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استعادة أربعة رهائن إسرائيليين أحياء خلال العملية العسكرية في مخيم النصيرات، حيث كانوا محتجزين منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر. وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 250 فلسطينياً وإصابة أكثر من 400 آخرين.

يأتي هذا التقرير في ظل استمرار العنف في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار وتقديم الدعم الإنساني للسكان المتضررين. ولا تزال الأوضاع الإنسانية في القطاع تتدهور بشكل حاد، مع نقص حاد في المساعدات الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان المحاصرين.


المصدر : Transparency News