بينما تستمر التوترات في التصاعد في جنوب لبنان، حيث يشهد الوضع الميداني تبادلًا متصاعدًا بين الهجمات الإسرائيلية والردود من "حزب الله"، يتزايد القلق بشأن احتمال تصعيد النزاع إلى مستويات أخطر. هذه الأحداث تأتي في ظل تحذيرات من احتمالية تفاقم الأزمة إلى حرب شاملة، مما دفع الولايات المتحدة إلى التدخل من خلال موفدها إلى المنطقة، بهدف احتواء التوترات والسعي إلى حلول دبلوماسية لمنع تصعيد الصراع.


في الوقت الذي يستمر فيه التصعيد على الأرض في جنوب لبنان، حيث يزداد تكرار الهجمات الإسرائيلية بشكل ملحوظ، يتزايد رد فعل "حزب الله" بمستويات تصاعدية مماثلة. يرى مراقبون أن الهجمات الإسرائيلية الحالية والتهديدات بعمليات واسعة النطاق تهدف إلى زيادة الضغط على "حزب الله" لقبول التراجع إلى شمال نهر الليطاني. ومع ذلك، أشارت مصادر أمنية إلى أن "حزب الله" يرفض التنازل عن مواقفه مع اتخاذه دوراً ريادياً في الاستجابة، بتحويل مناطق شمال فلسطين المحتلة إلى أهداف للصواريخ والطائرات المسيرة الخاصة به.

في سياق متصل، طلبت الإدارة الأمريكية من موفدها آموس هوكستين زيارة المنطقة والعمل على منع التصعيد الحالي من التحول إلى حرب شاملة. وأكدت مصادر أمنية في حديثها لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن هذه الخطوة الأمريكية جاءت نتيجة للتخوف من تفاقم الأوضاع الميدانية وانفجار الأمور خارج السيطرة، على غرار ما حدث خلال حرب تموز عام 2006.

وبحسب المصادر، فإن التنسيق الأمريكي مع إسرائيل يهدف إلى تهدئة التوترات ومنع اندلاع حرب جديدة على لبنان. ولافتة إلى أن استمرار الصراع في غزة يزيد من المخاطر على الحدود اللبنانية، خاصة مع رفض "إسرائيل" وواشنطن لأي عودة للوضع الذي كان عليه قبل أحداث تشرين الأول 2023. ومن جانبه، يتمسك "حزب الله" بمواقفه وينفي الاستسلام إلى شمال نهر الليطاني.

هذه التطورات تبرز التوترات السياسية والعسكرية المتصاعدة في المنطقة، مما يستدعي مزيداً من الجهود الدبلوماسية لتجنب تصاعد الأزمة إلى مستويات أكبر من العنف والصراع.


المصدر : Transparency News