في الوقت الذي يحتفل الملايين حول العالم بعيد الأضحى بفرحة وسرور، يعيش أهل قطاع غزة هذه المناسبة بمرارة وحزن. بعد تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية العنيفة التي خلفت دماراً واسعاً وأزهقت أرواح أكثر من 37 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يظل القطاع المحاصر يئن تحت وطأة الجوع والخراب، ما يجعل عيد الأضحى هذا العام يأتي بعبء ثقيل على قلوب الفلسطينيين في غزة.


بينما يحتفل الملايين حول العالم بعيد الأضحى، يعيش أهل قطاع غزة هذه المناسبة بألم مرير، يعبر عنه قولهم "عيد بأية حال عدت يا عيد". فقد مضت تسعة أشهر على الحرب الإسرائيلية العنيفة التي خلفت دمارًا شاملاً وأكثر من 37 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، في القطاع الفلسطيني المحاصر. لم يبق بناء في غزة إلا وطاله الخراب، ولم تنج عائلة من فقدان أحد أفرادها جراء القصف الإسرائيلي، ما أدى إلى تصاعد الغضب بين الفلسطينيين.

يعبّر سكان غزة عن سخطهم تجاه إسرائيل بالدرجة الأولى، لكنهم أيضاً يوجهون انتقادات لحركة حماس. بدأت بعض الأصوات الفلسطينية تحميل حماس مسؤولية تفجير الوضع في غزة نتيجة هجوم السابع من أكتوبر الماضي. ويعتبر بعض المدنيين أن هذا الهجوم لا يمثلهم ولا يعكس مصالحهم، كما تساءل آخرون عبر فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن مكان قادة حماس وعائلاتهم، ولماذا يختبئون من الغارات بينما يقضي آلاف المدنيين الفلسطينيين تحت القصف.

يضاف إلى تلك المآسي، شح الغذاء والمساعدات الطبية. في شمال غزة، حيث الجوع على أشده، أكد العديد من السكان أن النقص الحاد في الخضراوات والفواكه واللحوم أجبرهم على الاعتماد على الخبز فقط. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل هائل، حيث بلغ سعر كيلو الفلفل الأخضر، الذي كان يُباع بنحو دولار واحد قبل الحرب، 320 شيقلا أي ما يعادل 90 دولارا، بينما وصل سعر البصل إلى نحو 70 دولارا، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

اتهمت بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التجار الجشعين باستغلال احتياجات السكان من خلال شراء البضائع بأسعار عادية في إسرائيل والضفة الغربية وبيعها بزيادة كبيرة في غزة، مستفيدين من انهيار الأمن في القطاع.

من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن كثيرًا من سكان غزة يواجهون مستوى كارثيا من الجوع وظروفا شبيهة بالمجاعة. وشدد على أن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء تغذية بالغ، من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

تعطلت تدفقات مساعدات الأمم المتحدة إلى القطاع المدمر بشكل كبير منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة، وهي المعبر الرئيسي للقطاع من مصر. ورغم الضغوط التي مارستها العديد من الدول الغربية على إسرائيل لتخفيف الأزمة الإنسانية، حذرت عشرات وكالات الإغاثة الأممية من أن المجاعة باتت وشيكة.

في المقابل، ألقت إسرائيل باللوم على الأمم المتحدة في بطء توصيل المساعدات، متهمة إياها بضعف الكفاءة في عملياتها. 

عيد الأضحى هذا العام يأتي على غزة مثقلًا بالدمار والجوع والغضب، تاركًا الأهالي يتساءلون عن مصيرهم ومصير قياداتهم، وعن متى يأتي اليوم الذي يعود فيه العيد بفرح حقيقي.


المصدر : Transparency News