تفاقمت الأزمات الاقتصادية في مدينة صفد نتيجة العمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله"، ما أدى إلى تدهور قطاعي السياحة والتجارة بشكل كبير. المدينة، التي كانت تعاني بالفعل من آثار جائحة كوفيد-19، تواجه الآن تحديات غير مسبوقة تهدد مستقبلها الاقتصادي.


أدت العمليات العسكرية الحدودية بين إسرائيل و"حزب الله" إلى ضربة اقتصادية هائلة لمدينة صفد، خاصة في الجانبين السياحي والتجاري، مما يجعل المدينة تدفع ثمناً باهظاً للمغامرة التي تخوضها تل أبيب في الجبهة الشمالية.

ووفقاً لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تعتبر صفد واحدة من المدن الهامة التي تشتهر بشوارعها وأسواقها المكتظة. لكن المدينة تعاني حالياً من انهيار كبير في السياحة والتجارة. 

بدأ الانهيار مع انتشار جائحة كوفيد-19، ومع تعافي المدينة نسبياً، كانت العمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. فقد نجحت صواريخ "حزب الله" في إلحاق خسائر كبيرة بالتجارة والسياحة في المدينة، في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة الإسرائيلية تعويض السكان.

المتاجر في المدينة أُغلقت بسبب نقص العملاء والسياح. أحد أصحاب المحال التجارية علق لافتة كتب عليها: "نعلن بأسف الموت المبكر للسياحة والتجارة في صفد، والتي تم التخلي عنها في ساحة المعركة منذ أيام كوفيد حتى الآن من قبل دولة إسرائيل وبلدية صفد".

وبحسب الصحيفة العبرية، تتكبد الشركات خسائر تتراوح بين 20 إلى 30 ألف شيكل شهرياً (ما يعادل 5 إلى 8 آلاف دولار تقريباً)، فيما لا تزال ملزمة بدفع إيجارات المحلات وضرائب الأملاك والكهرباء.

في قطاع السياحة، توقفت المعارض عن بيع منتجاتها من شالات الصلاة والأوشحة التي كانت تتراوح أسعارها بين 900 إلى 1600 دولار، في ظل دوي صفارات الإنذار المستمر قرب المنطقة. حتى أصبحت المعارض التي تزيد عن 300 معرض في المدينة مهجورة.

هذه المعارض لجأت إلى الاعتماد بشكل كبير على العملاء الذين يطلبون المنتجات عبر الإنترنت، حيث يبحث العاملون بها عن عملاء جدد عن بُعد حتى يتحسن الوضع.

تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها مدينة صفد في ظل التصعيد العسكري، وتبرز الحاجة الملحة لإيجاد حلول مستدامة لدعم القطاعات المتضررة وإعادة تنشيط الاقتصاد المحلي.


المصدر : Transparency News