بعد انقطاع دام لأشهر، عاد مسبار "فوياجر 1" التابع لناسا إلى إرسال البيانات العلمية، معلناً بذلك عودة قوية لرحلته الاستكشافية بين النجوم. واجه المسبار مشكلة في نوفمبر الماضي أثرت على عمله، لكن تمكن مهندسو مختبر الدفع النفاث التابع لناسا من حل المشكلة وإعادة تشغيل أدواته بنجاح.


منذ إطلاقه عام 1977، حقق فوياجر 1 إنجازات علمية عظيمة، حيث حلّق حول كوكبي المشتري وزحل، واكتشف حلقة رقيقة حول المشتري والعديد من أقمار زحل. كما قام بجمع معلومات قيّمة حول موجات البلازما والمجالات المغناطيسية والجسيمات في الفضاء بين النجوم.

يُعدّ فوياجر 1 الآن أبعد مركبة صنعها الإنسان عن الأرض، حيث يبلغ موقعه الحالي على بعد أكثر من 24 مليار كيلومتر. ويُرافقه في رحلته الفضائية مسبار "فوياجر 2" الذي يبعد حوالي 19 مليار كيلومتر عن الأرض.

على الرغم من أن مهمة فوياجر 1 الأصلية كانت تهدف إلى دراسة كوكبي المشتري وزحل، إلا أنه واصل رحلته بعد ذلك واكتشف آفاقًا جديدة في الفضاء بين النجوم. ويُعدّ أول مركبة بشرية تعبر الغلاف الشمسي، حاملاً معه رسالة سلام من كوكب الأرض موجهة إلى أي حضارة ذكية قد يصادفها في رحلته.

يُحمل كل من فوياجر 1 و 2 لوحة ذهبية تحتوي على تسجيلات صوتية وصور ورسائل بلغات متعددة، تُقدم لمحة عن تنوع الحياة والثقافة على الأرض. تُمثل هذه اللوحات رسالة سلام وإنسانية من الحضارة البشرية إلى الكون.

تُعدّ رحلة فوياجر 1 شهادة على قدرة الإنسان على الاستكشاف والابتكار. فقد ألهمت هذه الرحلة أجيالًا من العلماء والمهندسين وفتحت الباب أمام اكتشافات علمية جديدة لا حصر لها.