في تصعيد جديد للأوضاع في اليمن، أعلن الجيش الأميركي تدمير تسع طائرات مسيرة تابعة للحوثيين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. تأتي هذه العمليات في إطار جهود مستمرة للحد من تهديدات الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وسط تزايد المخاوف من تأثير هذه الهجمات على استقرار المنطقة والتجارة العالمية.


أعلن الجيش الأميركي، يوم الثلاثاء، تدمير ثماني طائرات مسيرة تابعة للحوثيين في اليمن، وأخرى فوق خليج عدن، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأكدت القيادة المركزية الأميركية على منصة "إكس" أنه لم تسجل أي إصابات أو أضرار للسفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية نتيجة الواقعة.

شنت القوات الأميركية والبريطانية سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين في الحديدة وجزيرة كمران باليمن، وفقًا لتقارير وسائل إعلام محلية. أفادت المصادر أن الغارات استهدفت مطار الحديدة الدولي بست غارات، بالإضافة إلى أربع هجمات على جزيرة كمران بالقرب من ميناء الصليف على البحر الأحمر.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأميركي ليل الجمعة-السبت تدمير سبعة رادارات للحوثيين، وطائرة مسيرة، وقاربين مسيرين في اليمن. جاء هذا الإعلان بعد أيام من هجوم شنه الحوثيون على سفينة مملوكة لشركة يونانية في البحر الأحمر، ما تسبب في أضرار جسيمة للسفينة وأدى إلى جنوحها.

تواصلت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر الماضي، تزامنًا مع تضامنهم المعلن مع الفلسطينيين في قطاع غزة. أدت هذه الهجمات إلى تغيير مسارات الشحن التجاري إلى طرق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا، فضلاً عن غرق سفينة الشحن "روبيمار" التي كانت محملة بمواد خطرة.

أسفرت إحدى هذه الهجمات أيضًا عن مقتل ثلاثة بحارة جراء قصف صاروخي استهدف السفينة "ترو كونفيدنس"، التي كانت ترفع علم بربادوس وتديرها شركة يونانية. زادت هذه الهجمات من المخاوف بشأن استقرار منطقة الشرق الأوسط، في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.

تعد هذه العمليات العسكرية جزءًا من تصعيد مستمر في المنطقة، حيث تزداد التوترات بين الأطراف المختلفة. يعكس هذا التصعيد مخاوف متزايدة من امتداد الصراع إلى مناطق أوسع، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر. يؤكد الخبراء أن استمرار الهجمات الحوثية على السفن التجارية قد يؤثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، ويزيد من التوترات الأمنية في الممرات البحرية الحيوية.

في هذا السياق، دعت العديد من الدول إلى ضرورة إيجاد حلول سياسية لتهدئة الأوضاع في اليمن، حيث يتسبب النزاع المستمر في تفاقم الأزمات الإنسانية والأمنية. ومع استمرار الهجمات وتصاعد الردود العسكرية، يبدو أن المنطقة قد تكون على شفا مرحلة جديدة من الاضطرابات، ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الأمن والاستقرار لجميع الأطراف المعنية.


المصدر : Transparency News