في إطار التوترات الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل على الحدود السورية-اللبنانية، تفاقمت الإجراءات الأمنية داخل صفوف الحزب نتيجة لسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة. يُعد هذا التوتر بمثابة استمرار للتوترات التي تشهدها المنطقة منذ فترة طويلة، والتي تصاحبها تدابير أمنية مشددة من الجانبين في محاولة لتجنب التصعيد العسكري.


على خلفية الاستهدافات المتكررة التي طالت نشاط "حزب الله" داخل الأراضي السورية من قبل إسرائيل، يعمل أفراد الحزب على اتخاذ تدابير أمنية صارمة لتفادي المزيد من الضربات. وفقًا لمعلومات من مصادر محلية في ريف حمص الغربي، فقد أُصدرت تعليمات داخل الحزب تفيد بعدم تشغيل الهواتف النقالة أثناء التنقل بالسيارات، مع استخدامها فقط في حالات الضرورة القصوى. كما شُددت التعليمات على عدم النوم في المقرات، مع التأكيد على استخدام مكان إقامة مؤقت في كل فترة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد في تقرير حديث أن المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان تشهد غيابًا واضحًا لتواجد "حزب الله"، بعد إعادة تموضع القوات وتغيير مواقعها العسكرية لتجنب التصعيد الإسرائيلي. وأضاف التقرير أن الحزب قام برفع الأعلام السورية على بعض المقرات العسكرية، ومنع تجول قياداته العسكرية بشكل علني، بهدف الحفاظ على الخفاء والتخفي من الغارات المحتملة.

من جانبها، أفادت مصادر محلية أخرى في ريف حمص بتزايد حالة القلق بين المدنيين في المناطق التي يوجد فيها "حزب الله"، حيث يمر سيارات الحزب بسرعة عالية مثيرة للغبار والذعر، تحسبًا لضربات جوية قد تستهدفهم في أي لحظة.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث شنت إسرائيل عدة غارات على مواقع في جنوب لبنان في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى استنفار من الجانب الإيراني ومحاولات واشنطن لاحتواء التصعيد الإقليمي.


المصدر : Transparency News