في رحلة عبر الزمن تمتدّ لملايين السنين، نُبحّر في دروب علم الفلك لنكتشف سرًّا غامضًا: ازدياد طول يوم الأرض. فقد أكد العلماء أن دوران كوكبنا يتباطأ ببطء شديد، ممّا سيُؤدي إلى زيادة طول اليوم ليصل إلى 25 ساعة في المستقبل البعيد.


قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن علماء الفلك يؤكدون أن طول يوم الأرض سيزداد تدريجيًا ليصل إلى 25 ساعة في المستقبل البعيد.

وبينما قد يستغرق الأمر ملايين السنين قبل أن نُصبح نشهد إضافة ساعة أخرى إلى يومنا، إلا أن هذه الظاهرة الطبيعية تُعدّ سمةً مميزة لتاريخ كوكبنا.

يُشير برنامج "EarthDate" الإذاعي المُختص بمجال علم الأرض إلى أن طول يوم الأرض يزداد بواقع 1.8 مللي ثانية كل قرن.

وتعني هذه الزيادة البسيطة أن الأمر سيستغرق 3.3 مليون سنة لإضافة دقيقة واحدة إلى يومنا، و 200 مليون سنة لإضافة ساعة كاملة.

يُرجّح العلماء أن القمر هو المسؤول عن هذا التغير البطيء في سرعة دوران الأرض. وتُؤدي جاذبية القمر إلى حدوث ظاهرة المد والجزر، ممّا يُسبب انتفاخًا في الكوكب يُعيق دورانه بمرور الوقت.

يُؤكّد العلماء أن هذا التباطؤ في دوران الأرض سيتّم ببطء شديد لدرجة أنه لن يُؤثر بشكل ملحوظ على حياتنا اليومية. فقد كانت أيام الأرض تتغير منذ ملايين السنين، حيث كان طول اليوم قبل مليار سنة 19 ساعة فقط.

يُتوقع أن يُصبح طول اليوم 25 ساعة في المستقبل البعيد، ممّا سيُؤدي إلى زيادة عدد أيام السنة إلى 350 يومًا بدلاً من 365 يومًا.

يُحدد طول السنة بعدد دورات الأرض حول محورها خلال مدارها حول الشمس.

وبينما تُكمل الأرض دورة واحدة حول الشمس في مسار دائري تقريبًا، فإنها تُكمل 365.25 دورة حول محورها خلال السنة الفلكية. ويُفسّر هذا الدوران الإضافي ظاهرة السنة الكبيسة التي تحدث كل أربع سنوات.

من المثير للاهتمام أن دوران الأرض قد تسارع بشكل طفيف في عام 2011 بعد زلزال اليابان المُدمر بقوة 8.9 درجة. فقد أدى هذا الحدث الزلزالي إلى تسريع دوران الكوكب وتقصير طول اليوم بمقدار 1.8 ميكروثانية.


المصدر : Transparency News