في عالم يُعرف بتسارع التكنولوجيا وزيادة عدد كبار السن، يبرز قصة توميجي سوزوكي كنموذج ياباني استثنائي للإبداع والابتكار في مجال تطبيقات الهواتف الذكية. بدلاً من اختيار الراحة التقليدية التي يفضلها كثيرون من كبار السن مثل السفر أو الرياضة، اتجه سوزوكي، البالغ من العمر 89 عامًا، نحو برمجة التطبيقات، موجهًا اهتمامه نحو تطوير حلول تكنولوجية تلبي احتياجات فئة المسنين بشكل فعّال وملموس.


في عالم يتسم بتزايد عدد كبار السن، يبرز توميجي سوزوكي، المتقاعد الياباني البالغ من العمر 89 عامًا، كمثال ملهم على الإبداع والابتكار في مجال التكنولوجيا. بدلاً من الاسترخاء بممارسة الرياضة أو الزراعة، وجد سوزوكي شغفه في برمجة الكمبيوتر وابتكار التطبيقات التي تخدم احتياجات كبار السن.

سوزوكي، الذي عمل سابقًا في مجال التجارة الدولية، استفاد من تقاعده لينغمس في عالم البرمجة في أوائل عام 2010. بمساعدة ChatGPT، الذكاء الاصطناعي القائم على نماذج اللغة، استطاع سوزوكي تطوير 11 تطبيقًا مجانيًا مخصصًا للمسنين، يمكن تنزيلها على هواتف iPhone. من بين أبرز تطبيقاته، تطبيق يعرض شرائح تذكر المستخدم بأهم الأشياء التي يجب عليه أخذها معه عند مغادرة المنزل، مثل المحفظة وأدوات السمع وبطاقة التأمين الصحي، والذي جاءت فكرته بعد أن نسي أطقم أسنانه في يوم من الأيام.

بالإضافة إلى التطبيقات العملية، أبدع سوزوكي تطبيقًا يحسب فترات دخول كبار السن إلى الحمام، والذي حقق شهرة كبيرة بين المستخدمين وتم تنزيله مرات عديدة أسبوعيًا، رغم عدم قيامه بأي حملة إعلانية للترويج له.

تعد هذه الابتكارات استجابة مباشرة لاحتياجات متزايدة لمجتمع ياباني يشهد ارتفاعاً كبيرًا في نسبة كبار السن، حيث يتجاوز عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا ثلثي السكان. يأتي ذلك في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة تنذر بأزمة نظرًا لنقص عدد العمال الشباب القادرين على تلبية احتياجات هذه الفئة المتزايدة.

وعلى الرغم من تقدم سنه، فإن سوزوكي لم يكتف بالابتكار في مجال التكنولوجيا فحسب، بل استطاع أيضًا تحفيز شقيقه الأكبر ومواطن آخر على استخدام تطبيقاته لتحسين جودة حياتهم اليومية. ويعكف سوزوكي حاليًا على تطوير مشاريع جديدة تلبي احتياجات كبار السن بطرق أكثر ابتكارًا وفعالية، مما يبرز تأثيره الإيجابي على مجتمعه وعالم التكنولوجيا على حد سواء.


المصدر : Transparency News