هل منحت واشنطن إسرائيل الضوء الأخضر؟
20-06-2024 11:34 AM GMT+03:00
منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، تواصل الإدارة الأميركية جهودها الحثيثة لخفض التوتر ومنع توسعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى لبنان. تأتي هذه الجهود تجنباً للانعكاسات السلبية المحتملة ولتفادي مشاركة دول أخرى، خصوصاً إيران، مما قد يؤدي إلى اندلاع حروب إقليمية واسعة. في هذا السياق، أوفدت الإدارة الأميركية المستشار الرئاسي آموس هوكشتاين إلى المنطقة لتهدئة الجبهة الجنوبية والعمل على وضع مسودة اتفاق بين حزب الله وإسرائيل يهدف إلى إنهاء التوتر واستعادة الأمن والاستقرار.
زار هوكشتاين لبنان وإسرائيل عدة مرات لتنفيذ مهمته، مستفيداً من خبرته السابقة في التوسط لحل النزاع على الحدود البحرية بين الدولتين، حيث نجح في التوصل إلى اتفاق نهائي لترسيم الحدود البحرية. مصادر دبلوماسية أفادت بأن هوكشتاين حقق تقدماً ملموساً في مهمته الحالية، وتمكن من وضع مسودة اتفاق لإنهاء المواجهة العسكرية وإعادة الأمور إلى طبيعتها. لكن ما يعيق تنفيذ هذا الاتفاق هو إصرار حزب الله على ربط الموافقة بإنهاء حرب غزة أولاً.
عاد هوكشتاين إلى واشنطن في انتظار انتهاء الحرب في غزة ليكمل مهمته، لكنه اضطر إلى العودة إلى المنطقة مؤخراً بناءً على طلب رئاسي عاجل، لتفعيل وساطته بعد تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية المتبادلة مع حزب الله. في ظل هذه التطورات، طفت على السطح تكهنات، خاصة في الأوساط الدبلوماسية، بشأن موقف الإدارة الأميركية من احتمال قيام إسرائيل بشن حرب واسعة ضد حزب الله. تزايدت الأقاويل حول رفض واشنطن إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لشن عدوان على لبنان، مما يعني ضمنياً توفير غطاء حماية للبنان من أي هجوم إسرائيلي.
عودة هوكشتاين إلى المنطقة، وسط تصاعد العمليات العسكرية وتبادل التهديدات بين حزب الله وإسرائيل، تثير تساؤلات حول موقف واشنطن المستجد من احتمال تنفيذ إسرائيل تهديداتها. هل أعطت الإدارة الأميركية الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد حزب الله في لبنان؟ تصريحات هوكشتاين الأخيرة في بيروت حملت رسائل إسرائيلية تتجاوز التهديد إلى التنفيذ الفعلي، مما يثير المزيد من التساؤلات حول طبيعة الاعتداءات المرتقبة، وهل ستكون محدودة الأهداف أم واسعة النطاق.
استناداً إلى مصادر دبلوماسية، إذا لم تحصل إسرائيل على الضوء الأخضر الأميركي لأي عملية عسكرية أو حرب تشنها خارج حدودها، فإن ذلك يشكل مجازفة غير محسوبة العواقب، خاصة إذا توسعت المواجهة العسكرية لتشمل إيران أو دول أخرى. تبقى المهمة التي يتولاها هوكشتاين شديدة الحساسية، وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة والتحديات التي تواجه الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
المصدر : Transparency News