منذ بداية الحرب في غزة، تصارع لبنان مع تساؤلاته السياسية والاقتصادية المتفاوتة، في ظل تأثيرات متزايدة على الساحة الداخلية والإقليمية. يبحث اللبنانيون بلا كلل عن مستقبل بلادهم، متساءلين إن كانت ستنجح في تفادي حرب جديدة، وماذا ستكون تبعاتها إذا ما اندلعت، في وقت يتواجه فيه البلد بتحديات عديدة تشمل الوجود السوري والأزمة السياسية المتفاقمة.


منذ اندلاع حرب غزة التي باتت تمتد لشهور عديدة، يطرح اللبنانيون تساؤلاتهم الملحّة حول مستقبل بلادهم: هل توشك لبنان على دخول حرب جديدة أم أن الأمور ستبقى هادئة؟ هذا السؤال يعكس توترات داخلية وتحديات إقليمية تعصف بالبلاد، حيث يتجنب حزب الله الإجابة المباشرة بشأن تداعيات الحرب على لبنان، بدعوى إثارة قضايا داخلية مثل مسألة الرئاسة والوجود السوري.

اغتيال باسكال سليمان، القيادي في "القوات اللبنانية" في جبيل، يبرز كتحدٍ واضح من "القوات اللبنانية" للوجود السوري، مما أدى إلى تصاعد التوترات والتساؤلات حول تدخل سوريا في شؤون لبنان وتأثيراتها الديموغرافية المستقبلية. على الرغم من تهدئة المواقف مؤخرًا، إلا أن الضغوطات المتعلقة باللاجئين السوريين والتدخل السوري لا تزال تشكل تحديًا دائمًا يتطلب حلولاً سريعة وفعّالة.

في سياق متصل، يبرز "حزب الله" كلاعب أساسي في تشكيل المشهد السياسي اللبناني، حيث تمكّن من فرض مرشحه ميشال عون رئيسًا للبنان، مما أنهى فترة الفراغ الرئاسي التي دامت سنوات. ومع ذلك، فإن التأثيرات الإيرانية على السياسة اللبنانية والإقليمية لا تزال قائمة ومستمرة، مما يجعل من الصعب على لبنان أن يكون مستقلاً بشكل كامل في صنع القرارات السياسية.

إيران تحتفظ بدورها المهم في دعم "حزب الله" وتوجيه سياسته في لبنان، ما يجعل من الصعب تخطي هذا الوضع الذي يضع لبنان في مأزق سياسي واقتصادي. وبينما يواجه البلد تحديات متعددة من اللاجئين والتدخلات الإقليمية، تظل الحرب في غزة تمثل عبئًا إضافيًا على أمن لبنان واستقراره.

بالنظر إلى التطورات الراهنة، يتعين على لبنان أن يبحث عن أسلوب شامل لإدارة الأزمات الداخلية والتحديات الإقليمية، بما يحافظ على سيادته واستقلاليته، ويسعى إلى استعادة دوره ككيان سياسي قوي قادر على تحقيق التوازن بين جميع القوى الداخلية والخارجية التي تؤثر في مستقبله.

هذا، ويتساءل اللبنانيون عن المصير الذي ينتظر بلادهم في ظل استمرار الحرب في غزة وتبعاتها الإقليمية، حيث يظل السؤال المهم للجميع هو كيف ستتأثر لبنان بنهاية الصراع وما هي الخطوات التي يجب أن يتخذها للحفاظ على سلامته واستقراره في المستقبل القريب.


المصدر : Transparency News