في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، وجه المرشد الأعلى علي خامنئي دعوة حازمة للمرشحين بضرورة تجنب التصريحات التي قد تُفرح "العدو". جاءت هذه الدعوة خلال اجتماع مع رئيس وأعضاء السلطة القضائية، مشيراً إلى أهمية الرقابة الذاتية في ظل الأجواء السياسية المتوترة.


دعا المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة إلى الابتعاد عن التصريحات التي قد تُفرح العدو، مشدداً على أهمية الرقابة الذاتية في هذا الوقت الحساس. جاءت تصريحات خامنئي خلال لقاء جمعه برئيس وأعضاء كبار في السلطة القضائية الإيرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وأوضح خامنئي قائلاً: "نصيحتي هي أن المناقشات التي يجريها المرشحون على التلفزيون أو التصريحات التي يدلون بها في مجموعاتهم أو بشكل فردي، يجب ألا تدفع مرشحًا إلى قول شيء يُسعد عدونا للتغلب على منافسه." وأكد للمرشحين الستة المشاركين في الانتخابات الرئاسية المقبلة أن "الكلمات المعادية غير مسموح بها" وأنه "يجب ألا تُسعد التصريحات العدو للبلاد، العدو للأمة، العدو للنظام."

حتى الآن، عقدت ثلاث جولات من المناظرات بين المرشحين، حيث تم بث برامجهم الفردية مع الخبراء وبعض أفراد عائلاتهم على التلفزيون الإيراني، والتي تعرضت لموجة من النقد. تأتي دعوة خامنئي إلى ضبط النفس في وقت يتعرض فيه المرشحون لضغوط متزايدة لاتخاذ مواقف واضحة بشأن قضايا حساسة مثل الحجاب الإجباري، العقوبات الدولية، والقيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت الحر.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، كتب بعض النشطاء السياسيين مؤخراً أن المرشحين يفتقرون إلى الجرأة لاتخاذ مواقف واضحة بشأن هذه القضايا. ومع وفاة إبراهيم رئيسي وفريقه المرافق في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، واعتباره "شهيد الخدمة"، أصبح من الصعب توجيه انتقادات علنية لأداء حكومته غير المكتملة. وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهها بعض المرشحين، مثل مصطفى بورمحمدي، لأداء رئاسة رئيسي، إلا أن الانتقادات العلنية لأداء حكومته ما زالت محدودة.

تأتي هذه الدعوات في وقت حرج حيث تستعد إيران لإجراء الانتخابات الرئاسية، والتي تعتبر محورية لمستقبل البلاد في ظل التحديات الداخلية والخارجية المتزايدة. يسعى النظام الإيراني إلى الحفاظ على وحدة الصف الداخلي وتجنب أي تصعيد قد يستغله الأعداء لزعزعة استقرار البلاد.

ومن المتوقع أن تستمر المناظرات والبرامج الانتخابية، في ظل مراقبة دقيقة من السلطات لضمان عدم تجاوز المرشحين للخطوط الحمراء التي وضعها خامنئي. يبقى أن نرى كيف ستتطور الحملة الانتخابية في الأيام القادمة وما إذا كان المرشحون سيستجيبون لدعوة المرشد الأعلى للابتعاد عن التصريحات المثيرة للجدل.

في النهاية، يظل السؤال المطروح هو كيفية تحقيق التوازن بين حرية التعبير المطلوبة في الانتخابات وبين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم تقديم أي مادة قد يستغلها الأعداء ضد إيران.


المصدر : Transparency News