في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، تتصاعد التحديات التي تواجه جهود إعادة الإعمار والإغاثة، خاصة مع استمرار إغلاق معبر رفح الحيوي بسبب السيطرة الإسرائيلية عليه. تزامناً مع هذا السياق، تعزز مصر دورها كلاعب رئيسي في الجهود الإنسانية والدبلوماسية، حيث تسعى لتسهيل دخول المساعدات الضرورية عبر معبر كرم أبو سالم، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأي تشغيل لمعبر رفح تحت سيطرة إسرائيل.


في تطورات جديدة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أكدت مصر مجددًا رفضها لأي تشغيل لمعبر رفح تحت سيطرة إسرائيل، في حين تكثف جهودها لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر عبر معبر كرم أبو سالم. 

وفقًا لمصادر مصرية رفيعة المستوى، نسقت الحكومة المصرية مع الأمم المتحدة لإدخال 2272 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة، في خطوة تأتي كجزء من جهود دولية للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. كما تم التنسيق لدخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم بشكل مؤقت، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح الرئيسي، الذي يعد الطريق الأساسي لحركة الأفراد والبضائع بين مصر وغزة.

وفي سياق متصل، نفت مصر بشكل قاطع التقارير التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية حول موافقتها على مشاركة في قوة عربية تابعة للأمم المتحدة لإدارة معابر غزة. وأكدت السلطات المصرية موقفها الثابت بضرورة إعادة تشغيل معبر رفح تحت إدارة فلسطينية، مع التأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي للمعبر يشكل عرقلة لجهود الإغاثة والإعمار في القطاع.

اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أشار إلى أن سياسة إسرائيل تجاه معبر رفح تهدف إلى تصعيد الأزمة وعرقلة عمليات الإغاثة، مؤكدًا أن إعادة تشغيل المعبر برمته تحت إدارة فلسطينية يعد حلاً ضروريًا لتخفيف الضغط الإنساني والاقتصادي على سكان غزة.

المعبر الفلسطيني-المصري، المعبر الوحيد الذي يصل غزة بالعالم الخارجي بشكل مباشر، يعتبر عصبًا حيويًا لاقتصاد القطاع وحركة الأفراد. ومع تأكيدات متكررة من القاهرة بأن المعبر يجب أن يعود للعمل بالشكل الذي كان عليه قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، تبرز أهمية الدور الدبلوماسي المصري في تسوية هذه الأزمة المستعصية.

في الختام، يبقى إعادة تشغيل معبر رفح تحت إدارة فلسطينية أمرًا حيويًا لاستعادة الحياة الطبيعية في غزة وتخفيف معاناة سكان القطاع، في ظل استمرار الدعوات الدولية إلى تحريك الجهود الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف الإنساني الملح.


المصدر : Transparency News