في ظل تصاعد التوترات جنوباً ووسط مخاوف متزايدة من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق، تعالت الأصوات المحذرة من عواقب عدم التوصل إلى حلول دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران. النائب السابق وهبي قاطيشا يعتبر أن احتمالات الحرب الموسعة ما زالت في إطار التهويل ما لم يتم الاتفاق بين القوى الدولية المؤثرة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الوضع مع حزب الله في لبنان. في هذا السياق، تستمر الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، فيما تظل المنطقة على صفيح ساخن، مترقبة نتائج التحركات السياسية والعسكرية.


في ظل الوضع الميداني المتصاعد جنوباً، يشير النائب السابق وهبي قاطيشا إلى أن الحديث عن حرب موسعة لا يزال في إطار التهويل ولن تتحقق إلا في حال عدم الوصول إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، والذي سينعكس على العلاقة مع إسرائيل وبالتالي مع حزب الله. ويرى قاطيشا أن خطر الحرب يصبح وارداً في حال فشل الحلول الدبلوماسية، حيث يدور السباق حالياً بين مساعي الحل الدبلوماسي والخيار العسكري. 

ويلفت قاطيشا إلى أن الإدارة الأمريكية تعترض على توسيع نطاق الحرب في هذه المرحلة الانتخابية، نظراً لتأثيرها المحتمل على النتائج. ومع ذلك، يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتبع الأجندة الأمريكية بشكل كامل، مما يزيد من تعقيد الوضع.

على خلفية الأحداث الأخيرة والقلق المتزايد من احتمال توسع رقعة الحرب في المنطقة، أجرى وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت لقاءً في واشنطن مع الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين. خلال اللقاء، أكد غالانت إصرار إسرائيل على "تغيير الوضع الأمني على الحدود الشمالية" وأشار إلى نية حكومة الاحتلال توسيع العمليات العسكرية ضد لبنان.

 

هذا التصعيد يأتي في وقت تلقى فيه نتنياهو ضمانات أمريكية بإرسال الأسلحة إلى إسرائيل بعد توقف دام أربعة أشهر، مما يعزز من احتمال تحول الحرب إلى واقع ملموس، وفقاً لمتابعين.

في هذا السياق، يتزايد القلق الدولي من تصاعد التوترات في المنطقة وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي. وتواجه الجهود الدبلوماسية تحديات كبيرة في محاولة تهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة نحو صراع شامل.

من جهة أخرى، تتصاعد التحليلات حول تأثير الصراع المحتمل على الأوضاع الداخلية في إسرائيل، حيث يسعى نتنياهو إلى تعزيز موقفه السياسي في ظل الضغوط الداخلية والخارجية. ويشير المحللون إلى أن استخدام القوة العسكرية قد يكون وسيلة لنتنياهو لتحويل الانتباه عن الأزمات السياسية الداخلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وفيما تتواصل الاجتماعات والاتصالات الدبلوماسية، يبقى الوضع على الأرض متوتراً، مع استعدادات مكثفة من قبل الأطراف المعنية. ويستمر التخوف من تداعيات أي تصعيد عسكري على السكان المدنيين والبنية التحتية في لبنان، التي قد تدفع ثمناً باهظاً في حال اندلاع الحرب.

ومع تزايد المخاوف من تصعيد واسع النطاق، تتوجه الأنظار نحو الجهود الدولية لاحتواء الأزمة ودفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات. ويظل الحل الدبلوماسي هو الأمل الوحيد لتجنب كارثة إنسانية جديدة في منطقة تعاني أصلاً من أزمات متعددة.


المصدر : Transparency News