في ظل أجواء مشحونة بالتوتر والانقسام السياسي، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيرات قوية من المخاطر المحتملة لفوز الأحزاب المتطرفة في الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة هذا الشهر. جاءت تصريحات ماكرون لتسلط الضوء على التحديات التي تواجه فرنسا، محذرًا من احتمال اندلاع "حرب أهلية" إذا انتصر اليمين المتطرف أو أقصى اليسار، مما يثير قلقًا واسعًا حول مستقبل البلاد واستقرارها الاجتماعي والاقتصادي.


حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، من أن فوز اليمين المتطرف أو أقصى اليسار في الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة هذا الشهر قد يؤدي إلى "حرب أهلية". وأكد ماكرون أن حزبي "فرنسا لا تنحني" اليساري المتطرف و"التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، اتبعا سياسات مثيرة للانقسام وأججا التوترات في البلاد.

وخلال حديثه في برنامج "بودكاست"، أشار ماكرون إلى أن اليمين المتطرف "يدفع الناس نحو الحرب الأهلية"، في حين أن اليسار المتطرف، بقيادة جان لوك ميلينشون، يشجع نوعًا من الانقسام لأغراض انتخابية، مما يهدد بالتحول إلى حرب أهلية. وأوضح ماكرون أن حزب "فرنسا لا تنحني" يستهدف جذب الناخبين المسلمين من خلال موقفه الانتقادي للحرب الإسرائيلية في غزة، وهو ما يعتبره الرئيس الفرنسي جزءًا من استراتيجية تؤدي إلى تأجيج الصراعات الداخلية.

جاءت تصريحات ماكرون بعد دعوته إلى إجراء انتخابات مبكرة في التاسع من يونيو، عقب هزيمة ائتلافه أمام حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في الانتخابات الأوروبية. وفي الأيام الأخيرة، حذر حلفاء ماكرون من المخاطر التي قد تواجهها فرنسا إذا تحول الناخبون نحو أقصى اليمين أو أقصى اليسار، مشيرين إلى خطر الاضطرابات الاقتصادية التي قد تترتب على ذلك.

من المتوقع أن يتوجه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع في انتخابات برلمانية يمكن أن تسفر عن إرسال عدد قياسي من أعضاء البرلمان من اليمين المتطرف إلى الجمعية الوطنية. وفي هذا السياق، أثار ماكرون وحلفاؤه مخاوف من أن فوز هؤلاء الأحزاب قد يؤدي إلى تصاعد التوترات والانقسامات داخل المجتمع الفرنسي، مما يهدد استقرار البلاد.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الأحزاب المتطرفة تستغل القضايا الحساسة لتأجيج المشاعر وكسب الأصوات، محذرًا من أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد. ودعا الناخبين إلى التفكير مليًا في العواقب المحتملة لتصويتهم، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية والحفاظ على السلام الاجتماعي.

وفي مقابلات إعلامية، حذر عدد من السياسيين والخبراء من أن فوز الأحزاب المتطرفة قد يؤدي إلى سياسات اقتصادية واجتماعية غير مستقرة، مما يضعف الاقتصاد الفرنسي ويزيد من معدلات البطالة والتضخم. وأكدوا أن الحل يكمن في دعم الأحزاب المعتدلة التي تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار.

بهذا، يأمل ماكرون في أن تؤدي تحذيراته إلى توعية الناخبين بالمخاطر المحتملة لفوز الأحزاب المتطرفة، وحثهم على دعم الأحزاب التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي في فرنسا.


المصدر : Transparency News