خرق التقرير الذي نشرته صحيفة التلغراف البريطانية عطلة نهاية الأسبوع، بحيث كشف التقرير عن معلومات قديمة جديدة، أثارت زوبعة من الهواجس والتساؤلات حول حقيقة أمن مطار رفيق الحريري، لا سينما مع استمرار وجود تأكيدات حول سيطرة "حزب الله" على مرافق ومرافئ الدولة اللبنانية الجوية والبحرية والبرية، وإدخاله عبر هذه المرافق ترسانته العسكرية.


وعلى رغم نفي وزير الأشغال العامة علي حمية صحة المعلومات المنشورة في صحيفة "التلغراف"، وذلك  خلال عقده مؤتمرا صحافيا عاجلا استدعته خطورة ما كتبته الصحيفة البريطانية مستشهدا بالوقائع، كما أنه أعلن في هذا الإطار أنه  في طور إعداد دعوى قضائية بحق الصحيفة التي عمدت من خلال تقريرها إلى تشويه سمعة المطار، وقد دعا وزير الأشغال السفراء ووسائل الإعلام إلى جولة ميدانية في المطار للاطلاع على كافة أقسامه وكيفية العمل فيه .
ولكن في الحقيقة وبغض النظر عما كتبته الصحيفة البريطانية، وعن نفي وزير الأشغال وما أعلنه في مؤتمره الصحافي، فإن الحقيقة أن هناك علامات استفهام كثيرة حول الأمن في مطار رفيق الحريري الدولي والذي يبدو أنه ليس على ما يرام، وليس سر سيطرة "حزب الله" ومحازبيه ومؤيده على أقسام المطار وانتشارهم فيها، وهذا الأمر هو موضع متابعة حثيثة من قبل بعض الجهات الداخلية والخارجية، ولكن دون الوصول إلى إي حل في هذا المجال.
كما بات معروفا بأنه لا يمكن تعيين أي مسؤول أمني أو مدني أو حتى موظف عادي في مطار رفيق الحريري الدولي دون موافقة الحزب عليه واطلاعه على كافة المعلومات المتعلقة به، كما أن القاصي والداني يعلم أن هناك خروقات أمنية كبيرة تجري على أرض المطار وداخله، عبر دخول شخصيات موالية لمحور الممانعة وإيران  وتجولها على كافة الأراضي اللبنانية بتغطية مباشرة من الحزب وذلك من دون أي حسيب أو رقيب، والدليل على ذلك انعقاد عدد من المؤتمرات للحوشيين وغيرهم من الجماعات الموالية "لحزب الله" وإيران ودخول المشاركين في هذه المؤتمرات والاجتماعات دون اطلاع السلطات اللبنانية على أسمائهم أو كيفية دخولهم، إضافة إلى ذلك فإن هناك أعدادا كبيرة من الطائرات الإيرانية  التي تأتي بصورة مباشرة من المدن الإيرانية تحط على أرض المطار دون اتخاذ اجراءات اعتيادية بحقها او حتى مراقبة حمولتها، كذلك الامر بالنسبة الى الطائرات التي  تنقل زوار وحجاج  من والى العراق وهي ايضا بأعداد غير قليلة.
فقضية أمن مطار رفيق الحريري قضية تثار منذ سنوات ولا تزال موضع شبهة وتهدد سلامة  المطار، وهذا الأمر يستوجب على السلطات اللبنانية والأجهزة وضع يدها على الموضوع والتشديد في اتخاذ الإجراءات الأمنية والوقائية المرتبطة بأمن لبنان ككل.
مع الإشارة إلى أن محطة "فوكس نيوز" الأميركية، كانت كشفت في أواخر صيف 2018، عن استخدام الحرس الثوري الإيراني مطار رفيق الحريري لتهريب أسلحة ل "حزب الله" عبر شركة نقل إيرانية.


المصدر : Transparency News