في ختام مسلسل قانوني استمرّ لأكثر من عقد من الزمن، توصل مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، إلى اتفاق "تاريخي" مع القضاء الأمريكي يقضي باعترافه بذنبه في تهمة واحدة تتعلق بالتجسس مقابل إطلاق سراحه.


ووفقاً لوثائق قضائية نُشرت مساء الإثنين، فإنّ أسانج، المحتجز حالياً في بريطانيا، سيعترف بذنبه بتهمة "التآمر للحصول على معلومات سرية تتعلّق بالدفاع الوطني والكشف عنها"، وذلك لدى مثوله أمام محكمة فدرالية في جزر ماريانا، المنطقة الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ.

وبموجب الاتفاق، سيقضي أسانج عقوبة السجن لمدة 62 شهراً، وهي مدة مساوية للمدة التي قضاها قيد الحبس الاحتياطي في لندن، ممّا يعني إطلاق سراحه فور اعترافه بالذنب.

أعلن موقع ويكيليكس مساء الإثنين أنّ مؤسسه جوليان أسانج قد خرج من سجن بريطاني وغادر المملكة المتحدة جواً. وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات قليلة من إعلان وسائل إعلامية عن اتفاق أسانج مع القضاء الأمريكي.

ومن المقرّر أن يمثل أسانج أمام المحكمة الفدرالية في جزر ماريانا في الساعة (23,00 بتوقيت غرينتش)، الثلاثاء، لتصديق الاتفاق وإصدار الحكم.

سارعت أستراليا، وطن أسانج، إلى الترحيب بهذا الاتفاق الذي أنهى فصولاً طويلة من الملاحقة القضائية.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، إنّ "قضية أسانج طال أمدها لفترة طويلة جداً وليس هناك ما يمكن كسبه من استمرار سجنه". وأضاف أنّ الحكومة الأسترالية تقدّم المساعدة القنصلية لمواطنها.

يُعتبر الاتفاق مع القضاء الأمريكي بمثابة خاتمة لمسلسل قانوني شائك بدأ عام 2010، عندما نشر موقع ويكيليكس آلاف الوثائق السرية المتعلقة بالجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

وواجه أسانج بعد ذلك ملاحقة قضائية من قبل الولايات المتحدة التي اتهمته بالتجسس، ممّا دفعه إلى اللجوء إلى سفارة الإكوادور في لندن عام 2012.

وبعد سبع سنوات من اللجوء، ألقت السلطات البريطانية القبض على أسانج عام 2019، وبدأت معركة قضائية طويلة لتحديد مصيره.

يُتوقع أن يكون لهذا الاتفاق تداعيات كبيرة على صعيد حرية الصحافة ونشر المعلومات السرية.

فمن ناحية، يُمكن النظر إليه كسابقة تُشجّع على ملاحقة الناشرين الذين يُكشفون عن معلومات سرية تُعتبر مُضرة بالأمن القومي.

من ناحية أخرى، يُمكن اعتباره انتصاراً لحرية التعبير، حيث تمّ إطلاق سراح أسانج في النهاية دون قضاء عقوبة طويلة في السجن.


المصدر : وكالات