أثار التحرُّك الأخير للنائب جبران باسيل جملة تساؤلات حول توقيته وخلفياته وأهدافه، خصوصا انه استعجل جولاته على القوى السياسية إلى درجة انه لم يراع اللياقات الشكلية لجهة انتظار انتهاء جولات اللقاء الديموقراطي، ما أثار امتعاض الأخير وقد عبّر بشكل علني عن ذلك، علما انه لا يوجد موضوعيا أي سبب لهذا الاستعجال في ظل موقف الثنائي الشيعي الرافض لخياري الانتخاب والمرشّح الثالث، وبالتالي كان باستطاعته ان ينتظر خلاصات جولة الديموقراطي قبل ان يبدأ جولاته، والسؤال لماذا هذا الاستعجال؟


وفي المعلومات المستقاة من لقاءات باسيل مع بعض الكتل والنواب انه سعى إلى تشكيل كتلة وسطية تضمه إلى الاعتدال واللقاء الديموقراطي والرئيس نبيه بري وكتل أخرى بهدف تحقيق ثلاثة أهداف أساسية:
الهدف الأول انتخاب المرشّح الرئاسي الذي لا تساهم في تسميته القوات اللبنانية واستطرادا المعارضة النيابية المؤلفة من 31 نائب، وهناك فرصة لتحقيق هذا الهدف في حال تخلى الثنائي الشيعي عن تمسكه بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصا ان انتخاب الأخير أصبح متعذرا.
الهدف الثاني إغراء الثنائي الشيعي بان البديل عن الوزير السابق سليمان فرنجية يكون بعيدا عن المعارضة والقوات تحديدا وإلى جانب الثنائي، وانه يكون كمن يستبدل فرنجية بمرشّح آخر، ويكون بذلك ضمن صفة الرئيس الذي يحمي ظهر المقاومة.
الهدف الثالث انتخاب الرئيس يؤدي تلقائيا إلى عزل القوات اللبنانية التي ترفع ثلاث لاءات: رفض طاولة الحوار برئاسة بري، ورفض مرشّح الثنائي، ورفض الخيار الثالث الذي لا يختلف عن فرنجية، خصوصا ان عزلها يؤدي إلى عزل المعارضة معها وشق صفوفها، ويسمح للثنائي بان يحكم ويتحكّم في العهد الجديد من دون تشويش القوات والمعارضة.
ومصلحة النائب باسيل في كل ذلك العودة إلى مربّع السلطة من باب التحالف مع الثنائي ولكن بعد تخلي الأخير عن فرنجية، والمعادلة التي يحاول إغراء الثنائي بها هي كالتالي: تتخلون عن فرنجية فتكسبون عزل القوات ورئيس من صفوفكم وإحياء تحالف 6 شباط.
وفي المعلومات ان الرئيس بري طلب من النائب باسيل مواقف علنية تثبت توجهه، وهذا ما يفسِّر الحملة التي يقودها باسيل لاتهام القوات برفض الحوار والحؤول دون انتخاب رئيس للجمهورية، علما ان القوات منفتحة على التشاور وترفض الحوار برئاسة بري لرفضها تكريس أعراف جديدة، وكانت سلمت الموفد الرئاسي الفرنسي السيد جان إيف لودريان ثلاث مقاربات تشاورية تسير بها فورا، وهي كالتالي: أولا، وضع مبادرة كتلة الاعتدال الوطني موضع التنفيذ، وثانيا ان يطلب السيد لودريان من الرئيس بري الاجتماع مع كافة الكتل لوضعهم في صورة جولاته على المسؤولين والأحزاب وينسحب بعدها لتكمل الكتل مشاوراتها وصولا إلى جلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس، وثالثا ان يدعو بري إلى جلسة انتخابية وفي حال لم تسفر عن انتخاب رئيس يعلِّق الجلسة لمدة ساعة أو ساعاتين لتتشاور الكتل بين بعضها قبل ان يعود ليدعو إلى دورة ثانية وثالثة حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
فهل ينجح باسيل في عزل القوات اللبنانية؟


المصدر : Transparency News