تتزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ورغم الجهود الدولية الحثيثة لاحتواء الأزمة، يبدو أن الصراع على وشك الانفجار، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله الهجمات، فيما يسعى المجتمع الدولي جاهداً لتجنب كارثة جديدة في المنطقة.


في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، تتواصل الجهود الدولية لاحتواء التصعيد ومنع اندلاع حرب شاملة، إذ تؤكد مصادر غربية وأميركية أن كلاً من إسرائيل وحزب الله لا يرغبان في توسيع نطاق الحرب لتشمل الشرق الأوسط بأكمله.

وفي بيان جديد، جدد البيت الأبيض تأكيده على دعمه لإسرائيل، مع التشديد على أنه لا يرغب في رؤية جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى جهود دبلوماسية تبذل لتهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل.

من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول المؤثرة إلى الضغط على إسرائيل لمنعها من التصعيد، معتبراً أن التصعيد لا يصب في مصلحة أي طرف. وفي السياق ذاته، تناول مستشار الأمن القومي الأميركي جون سوليفان مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ضرورة تحسين الواقع الأمني على الحدود مع لبنان.

وفي تصريح له من مقر الأمم المتحدة في جنيف، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيت عن قلقه من احتمال امتداد الحرب الإسرائيلية من غزة إلى لبنان، معتبراً أن الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان يشكل "نقطة اشتعال" من المحتمل أن تكون كارثية.

وفيما يتعلق بالتحركات العسكرية، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن التدريبات على الحدود الشمالية تضمنت القتال في مناطق جبلية معقدة واستخدام القوة النارية في المناطق المدنية، حيث جرت تدريبات قوات الاحتياط تحت إشراف رئيس الأركان لرفع الجاهزية في المنطقة.

وفي خطوة تعكس تصاعد التوتر، نصحت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها بمغادرة لبنان فوراً بعد يوم من مغادرة وزيرة الخارجية الألمانية لبيروت. كما دعت وزارة الخارجية الهولندية رعاياها إلى مغادرة لبنان على خلفية التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

ميدانياً، أصدر حزب الله بياناً مساء أمس أعلن فيه استهداف مبنى يستخدمه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة إيفن مناحم، رداً على قصف القرى الجنوبية والمنازل الآمنة في عيتا الشعب. كما استهدف الحزب موقع العاصي بالأسلحة الصاروخية وموقع زبدين في مزارع شبعا بقذائف المدفعية.

وفي المقابل، نفذت القوات الإسرائيلية غارات على بلدات الخيام، وبليدا، ومارون الرأس، وعيتا الشعب، واستهدفت بلدة كفركلا على دفعات مستهدفة أضرحة الشهداء فيها. وفي ساعة متأخرة من الليل، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي حي البياض في النبطية بصاروخين من نوع أرض-جو، ما استدعى تدخل فرق الإسعاف على الفور.

تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصاعداً ملحوظاً في التوترات العسكرية، وسط محاولات دولية لاحتواء الموقف ومنع تدهور الأوضاع إلى حرب شاملة قد تتجاوز حدود المنطقة.


المصدر : Transparency News