في ظل الترقب الكبير للانتخابات الرئاسية الأميركية، يستعد جو بايدن ودونالد ترامب لخوض أول مناظرة رئاسية في أجواء مشحونة بالهجمات الشخصية والتوترات السياسية. تُعد هذه المناظرة محورية، حيث يمكن أن تعيد تشكيل مسار السباق نحو البيت الأبيض، فيما يسعى كلا المرشحين لإقناع الناخبين بأحقيتهما بفترة حكم ثانية في نوفمبر المقبل.


يتأهب جو بايدن ودونالد ترامب خلال ساعات لخوض أبرز محطة في الانتخابات الرئاسية الأميركية حتى الآن، حيث يتواجهان في أول مناظرة رئاسية من بين اثنتين مقررتين. تعتبر هذه المناظرة حاسمة، إذ قد تقلب موازين السباق نحو البيت الأبيض رأساً على عقب، في إطار سعيهما للفوز بفترة حكم ثانية في انتخابات نوفمبر المقبل.

ستُعقد المناظرة بدون جمهور أو فواصل إعلانية، وسيُغلق ميكروفون المرشح عندما يتحدث منافسه. ولن يُسمح للمرشحين بإحضار أنصارهما إلى استوديوهات شبكة "سي إن إن" في ولاية جورجيا، حيث ستُجرى المناظرة.

من المتوقع أن تشكل هذه المناظرة، التي تُعقد ليل الخميس، ذروة الحملتين الانتخابيتين، خاصة مع تصاعد الهجمات الشخصية بين المرشحين في الآونة الأخيرة. وفي تصريح لشبكة "نيوزماكس" اليمينية، قال ترامب: "أعتقد أنني كنت أستعد لهذه اللحظة طوال حياتي. سنقوم بعمل جيد جداً".

رغم التقارب الكبير في السباق الانتخابي، تُظهر الاستطلاعات تقدم ترامب بفارق طفيف في الولايات المتأرجحة. وتستضيف شبكة "سي إن إن" المناظرة التي ستستمر لمدة 90 دقيقة في مدينة أتلانتا.

يواجه بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، تحدياً كبيراً يتعلق بعمره وكفاءته الذهنية، وهو ما قد يستغله ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً. كلا المرشحين ظهرا في مناسبات عدة وقد خانتهما الذاكرة أو تعثرا في الكلام، لكن ترامب كان ملفتاً بخطاباته التحريضية.

ترامب يواجه سلسلة من القضايا الجنائية، وهو ما استغلته حملة بايدن التي ركزت على أن ترامب منشغل بالانتقام بدلاً من مساعدة الناخبين. وفي أتلانتا، وضعت اللجنة الوطنية الديمقراطية لوحات إعلانية تذكّر الناخبين بأن ترامب "مدان".

بايدن أمضى الأسبوع في منتجع كامب ديفيد للتدرب على المناظرة، بينما كانت استعدادات ترامب أكثر استرخاء، حيث تجنب التدريبات الرسمية وفضل النقاشات غير الرسمية مع الحشود. مساعدوه نصحوه بالتركيز على الاقتصاد، بينما يسعى بايدن لتصويره على أنه غير صالح للمنصب.

المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي، جاكي بوش، صرحت: "في نوفمبر، سيذهب الجورجيون إلى صناديق الاقتراع وهم يعلمون أن بايدن يهتم بهم، بينما ترامب يهتم فقط بنفسه". من جهتها، وصفت حملة ترامب بايدن مراراً بأنه ضعيف وغير كفء، لكنها غيرت استراتيجيتها مؤخراً بعد تحذيرات من أن خفض التوقعات بشأن بايدن قد يضر بترامب نفسه.

جيسون ميلر، كبير مستشاري حملة ترامب، قال: "نعلم أن جو بايدن، بعد حصوله على إجازة لمدة أسبوع كامل، سيكون جاهزاً للمناظرة". وأشار ميلر إلى أن ترامب سيبرز كخيار واضح إذا تم السماح له "بعرض رؤيته لأميركا من دون تدخل صارخ من شبكة سي إن إن".

أمن الحدود يعتبر إحدى نقاط الضعف لدى بايدن، وقد وعد ترامب بمكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك عبر عمليات الترحيل الجماعي. ومن المتوقع أن يدعو ترامب أفراد عائلات ضحايا عنف المهاجرين إلى أتلانتا رغم أن المناظرة لن يكون لها جمهور.

إدارة بايدن أعلنت أن القيود الجديدة التي فرضتها أدت إلى تراجع نسبة عبور المهاجرين غير الشرعيين إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما قد يقلل من فعالية استخدام ترامب لقضية الهجرة كخط هجوم رئيسي.


المصدر : Transparency News