في الأسابيع الأخيرة، شهدت الساحة السياسية في لبنان حراكًا دبلوماسيًا ملحوظًا، حيث تزايدت اللقاءات والتحركات الدبلوماسية بين الفاتيكان والعالم العربي، بمحاولة للتوسط والدعم في حلحلة الأزمة السياسية الخانقة التي يمر بها البلد. تركز هذا النشاط حول البحث عن حلول لتسريع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان، وتعزيز الاستقرار والمصالحة الوطنية في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الجارية.


عصفت التطورات السياسية في لبنان برياح دبلوماسية فعّالة خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت الساحة المحلية حراكًا ملموسًا على الصعيدين الفاتيكاني والعربي. وقد جاء هذا الحراك من خلال زيارة أمين سر دولة الفاتيكان، المونسنيور بيترو بارولين، إلى بيروت حيث التقى كبار السياسيين، من بينهم الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. كانت أبرز نقاط النقاش في هذه اللقاءات هي التحديات التي تواجه انتخاب رئيس جديد للبنان، والحاجة الملحة لحلول توافقية.

من جهته، أعرب بارولين عن قلق البابا فرنسيس بسبب التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكدًا أن الحوار الذي جرى مع كبار السياسيين اللبنانيين كان بناءً وإيجابيًا. وأشار إلى أن المسؤولية عن الوضع تقع على عاتق جميع الأطراف السياسية والمجتمعية في لبنان، مشيرًا إلى ضرورة التوافق والتضافر من أجل إيجاد حلول شاملة للأزمات التي تعصف بالبلاد.

من جانبه، استقبل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الوفد البابوي وأكد على أهمية دعم البابا للمصالحة الوطنية في لبنان، معبرًا عن أمله في زيارة محتملة للبابا إلى بيروت لدعم عملية المصالحة وتعزيز الاستقرار.

على صعيد عربي، قام حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بجولة دبلوماسية في بيروت، حيث التقى بعدد من الشخصيات السياسية البارزة منها رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سامي الجميل والنائب جبران باسيل. أكد زكي خلال لقاءاته على دعم الجامعة العربية الكامل للبنان في هذه المرحلة الحرجة، ودعا إلى ضرورة إبداء المرونة والوصول إلى حلول وسط تخدم مصلحة الشعب اللبناني.

وفي إطار الجهود الدولية لدعم لبنان، أجرى الرئيس ميقاتي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكدا على أهمية التعاون المشترك ودعم استقرار لبنان في مختلف المجالات.

وفي سياق متصل، أثارت تصريحات الرئيس التركي حول تعزيز الدعم للبنان اهتمامًا كبيرًا، حيث أكد على دعم تركيا المستمر للبنان في كافة المحافل الدولية وفي مختلف المجالات، ما يعكس التزامًا قويًا بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

هذه التطورات الدبلوماسية تأتي في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان، مما يجعل التوافق والتضافر الدوليين أمرًا حيويًا لإيجاد مخرجات شاملة ومستدامة للأزمة الراهنة.


المصدر : Transparency News