كشفت وثيقة سرية عُثر عليها مؤخرًا في الأرشيف الوطني البريطاني النقاب عن شبكة تجسس واسعة النطاق عملت لصالح الملكة إليزابيث الأولى خلال القرن السادس عشر.


 وتُعدّ هذه الشبكة، التي أنشأها روبرت سيسيل، وزير خارجية الملكة، أول جهاز مخابرات منظم بدقة في تاريخ إنجلترا، وفقًا للمؤرخ ستيفن ألفورد الذي قام بدراسة وتحليل الوثيقة.

وتضمّ الوثيقة، التي تحمل عنوان "أسماء الجواسيس"، قائمة بأكثر من 20 جاسوسًا عملوا لصالح سيسيل في مختلف أنحاء أوروبا، بما في ذلك لشبونة وكاليه وبروكسل وإشبيلية وروما وأمستردام واسكتلندا والسويد. وقد تمّ اختيار هؤلاء الجواسيس بعناية فائقة، حيث كانوا من التجار الدوليين الذين يتمتعون بمكانة مرموقة وسعة علاقات تسمح لهم بجمع المعلومات الاستخبارية ونقلها بفعالية.

كان سيسيل يتواصل مع جواسيسه من خلال رسائل مشفرة يتمّ فكّ تشفيرها باستخدام رموز خاصة. وتشير الوثيقة إلى أنّ الحكومة البريطانية كانت تدفع رواتب منتظمة لهؤلاء الجواسيس مقابل خدماتهم.

يُعدّ اكتشاف هذه الوثيقة بمثابة كشف تاريخي هام يُعيد كتابة فهمنا لفترة حرجة من تاريخ التجسس البريطاني. فقد لعبت شبكة سيسيل دورًا حيويًا في حماية العرش الإنجليزي وضمان استقراره خلال فترة شهدت العديد من التهديدات الداخلية والخارجية.


المصدر : وكالات