في ظل استمرار التوترات السياسية والأمنية في لبنان، تأتي زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الجنوب كخطوة مهمة لتعزيز الوحدة الداخلية وطمأنة المواطنين. تترافق هذه الزيارة مع تصريحات تؤكد التزام الحكومة اللبنانية بواجباتها الوطنية ودعمها الكامل للجيش والمقاومة، في مسعى لتطويق الأزمات وتعزيز الاستقرار في البلد الذي يعاني من تحديات متزايدة.


مع بداية شهر تموز، تمضي عجلة الحياة في لبنان بشكل مستمر، دون تقاطعات قوية بين اللبنانيين، حيث تسعى حكومة تصريف الأعمال إلى تطويق الأزمات بالتي هي أحسن. يتم ذلك عبر متابعة الوزراء لعمل وزاراتهم بفاعلية تتجاوز المعنى الضيق لتصريف الأعمال. يسجّل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نقطة لصالح الوحدة الداخلية، من خلال تصريحاته التي لقيت ترحيباً في الأوساط الجنوبية والشعبية.

خلال لقاءاته، كشف الرئيس ميقاتي أنه أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري عن نيته زيارة الجنوب، مؤكداً أن الزيارة ليست للتضامن فحسب، بل للتأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بأداء واجباتها. شدد ميقاتي على أن الحكومة تتابع أوضاع الجنوب باستمرار وتقف إلى جانب أهله، وأن المقاومة تقوم بواجبها في حماية البلاد.

في أول زيارة له إلى الجنوب منذ 7 تشرين، تنقل ميقاتي بين مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش وغرفة الطوارئ الصحية في مركز إتحاد بلديات صور. وأكد في المناسبة أن "الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه"، مشدداً على تمسك لبنان بالقرار 1701. أعرب ميقاتي عن أمله في أن لا تتوسع الحرب في جنوب لبنان، متمنياً أن تمر الأمور بسلام وأن يعم الاستقرار الجنوب وكل لبنان. وأضاف: "نحن دعاة سلم، وعلى إسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة، وأن يطبق الجميع القرار الدولي رقم 2735".

وأضاف ميقاتي: "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الألسنة هو هل هناك حرب؟ نعم، نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمرة بسبب العدوان الإسرائيلي".

أثناء تفقده لمراكز الامتحانات الرسمية في صور، التي انطلقت متأخرة صباح السبت، يرافقه وزير التربية عباس الحلبي، قال ميقاتي: "عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات. وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات أنه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون".

بهذا، تسعى الحكومة اللبنانية، بقيادة ميقاتي، إلى تطويق الأزمات والسعي نحو الاستقرار في وقت يعاني فيه البلد من توترات متصاعدة. تأتي هذه التحركات في إطار جهود مستمرة لحماية البلد بكل ما للكلمة من معنى، وتعزيز الوحدة الداخلية رغم التحديات القائمة.


المصدر : Transparency News