اكتشف باحثون أن آلية أنتيكيثيرا اليونانية القديمة، التي تعتبر أول كمبيوتر تناظري في العالم يعمل بالطاقة اليدوية، كانت على الأرجح تعتمد على التقويم القمري بدلاً من التقويم الشمسي.


وتمّ العثور على هذه الآلة، التي يعود عمرها إلى حوالي 2000 عام، في حطام سفينة غارقة عام 1901. وقد أذهلت العلماء لقرون من الزمان بقدرتها على تتبع الأحداث الفلكية مثل كسوف الشمس وحركات الكواكب.

استنادًا إلى دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Horological Journal"، اعتمدت آلية أنتيكيثيرا على التقويم القمري المكون من 354 يومًا، بدلاً من التقويم الشمسي المكون من 365 يومًا المستخدم اليوم.

استندت الدراسة إلى تحليلات متقدمة باستخدام التصوير بالأشعة السينية لكشف البناء الداخلي المعقد للآلية. وتوصل الباحثون إلى أن حلقة التقويم في الجهاز تحتوي على 354 ثقبًا، وهو ما يتوافق مع التقويم القمري المستخدم في الحضارات المصرية والإسلامية القديمة.

جمع الباحثون بين التقنيات الإحصائية الحديثة وأبحاث موجات الجاذبية لفهم آلية عمل آلة أنتيكيثيرا بشكل أفضل. وشمل ذلك استخدام نماذج إحصائية مستوحاة من تلك المستخدمة في مرصد موجات الجاذبية بالليزر (LIGO).

أشار جوزيف بايلي، مؤلف مشارك في الدراسة، إلى الدقة المذهلة التي تحلى بها الحرفيون اليونانيون القدماء في بناء هذه الآلة المعقدة. وقال: "إنّها شهادة على براعتهم الهندسية ومهاراتهم الحرفية."

تدعم الدراسة الجديدة فكرة أن التقويم القمري كان عنصرًا أساسيًا في تصميم آلة أنتيكيثيرا. ويُعتقد أن الآلة قد استُخدمت للتنبؤ بالظواهر الفلكية مثل كسوف الشمس والقمر، وكذلك لتحديد تواريخ الأحداث الدينية والمدنية المهمة.

تُعدّ آلة أنتيكيثيرا اكتشافًا أثريًا هامًا يُقدم لنا نظرة ثاقبة على براعة الحضارة اليونانية القديمة. وتُظهر هذه الآلة المعقدة قدرة الإنسان على ابتكار أدوات متطورة لفهم الكون من حوله حتى قبل آلاف السنين.


المصدر : وكالات