، كشفت شركة «مايكروسوفت» عن تقريرها السنوي حول «مؤشر اتجاهات العمل»، والذي يسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات العالمية في تبني هذه التقنيات. التقرير، الذي تم بالشراكة مع «لينكد إن»، يكشف عن إحباط الموظفين من بطء اعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل القيادات العُليا، مما يدفعهم إلى جلب أدواتهم الخاصة للاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة في بيئات عملهم اليومية.


كشف التقرير السنوي لشركة «مايكروسوفت» حول «مؤشر اتجاهات العمل» في نسخته الرابعة أن المؤسسات العالمية تواجه تحديات جديدة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يشعر الموظفون بالإحباط من بطء تبني القيادات العُليا لهذه التقنيات في العمليات اليومية. نتيجة لذلك، بدأ العديد من الموظفين بجلب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم إلى العمل في محاولة لتبني أحدث التقنيات الرقمية.

**التحدي الحقيقي... يبدأ الآن**

يقدم التقرير، الذي تم إجراؤه بالشراكة مع منصة «لينكد إن»، نظرة شاملة على تأثير الذكاء الاصطناعي في بيئات وسوق العمل. أشار التقرير إلى أن 79 في المائة من قادة الأعمال يتفقون على ضرورة تبني الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنافسية، إلا أن نقص الرؤية الواضحة والضغط لإظهار عائد استثمار فوري يعيقان خطط التبني. ونتيجة لذلك، يقوم 78 في المائة من الموظفين بجلب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم للاستفادة من فوائدها العديدة. ومع ذلك، أفاد أكثر من نصف مستخدمي الذكاء الاصطناعي بأنهم لا يرغبون في الاعتراف باستخدامهم لهذه التكنولوجيا في العمل خوفاً من أن يعتبرهم أصحاب العمل «كسالى» أو «قابلين للاستبدال».

وأوضح التقرير أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل قد تضاعف خلال الأشهر الستة الماضية. ويرى زوبين شاجبار، مدير أول ورئيس مجموعة الأعمال بقسم العمل الحديث وأجهزة «Surface» في «مايكروسوفت» لمنطقة أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، أن نتائج التقرير أثبتت الاهتمام الكبير الذي توليه القوى العاملة لتبني الذكاء الاصطناعي. وأوضح شاجبار أن التحدي الأكبر الآن هو تبني قادة الأعمال نهجاً أكثر مرونة عند تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين موظفيهم، الذين يجدون صعوبة في مواكبة سرعة وحجم العمل الحالي.

وأشار شاجبار إلى أن الفشل في تحقيق ذلك سيؤدي إلى استمرار الموظفين في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، مما يحرم المؤسسات من الفوائد التي يوفرها الاستخدام الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، مثل تعزيز الأمن السيبراني وحماية البيانات.

من جهته، اعتبر أردا أتالاي، المدير الإقليمي لمنصة «لينكد إن»، أن التسارع في تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات يؤثر بشكل كبير على سوق العمل. يسعى الموظفون لتحسين مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز مساراتهم المهنية، بينما يواصل أصحاب العمل جهودهم لجذب أفضل المواهب المتمكنة من هذه التقنيات. 

وعلى صعيد التوظيف، أشار 66 في المائة من قادة الأعمال إلى أنهم لن يوظفوا شخصاً يفتقر إلى مهارات الذكاء الاصطناعي، فيما أوضح 71 في المائة منهم أنهم يفضلون توظيف مرشح أقل خبرة ولكنه يمتلك مهارات في الذكاء الاصطناعي على مرشح أكثر خبرة يفتقر لهذه المهارات.

وأظهرت أبحاث «مايكروسوفت» بالتعاون مع «لينكد إن» تزايد الفرص الوظيفية للمهنيين الذين يمتلكون مهارات في الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «مايكروسوفت كوبايلوت» (Microsoft Copilot). تساعد هذه الأدوات المهنيين في الإمارات والمنطقة على مواجهة التحديات الرقمية. وأشار شاجبار إلى وجود زيادة كبيرة في إعلانات الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل منصب «رئيس الذكاء الاصطناعي»، الذي نما بنسبة تزيد على 28 في المائة في عام 2023 وحده.

ختاماً، نوه شاجبار إلى أن المخاوف بشأن استبدال الذكاء الاصطناعي للوظائف ستظل موجودة في سوق العمل، خاصة مع سرعة تطور هذه التكنولوجيا. لكنه شدد على أن المستقبل سيكون لأولئك الذين يستغلون الفرص لتحسين مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي ويتكيفون باستمرار مع بيئة العمل المتغيرة.


المصدر : Transparency News