يستعد مصرف لبنان لإعادة إحياء منصة "بلومبيرغ" الإلكترونية لتداول العملات الأجنبية، في خطوة تهدف إلى استعادة السيطرة على تدفقات العملات الأجنبية وتعزيز الشفافية في السوق. تأتي هذه الخطوة بعد نحو عام على إغلاق منصة "صيرفة" التي أطلقها الحاكم السابق رياض سلامة، والتي أثارت جدلاً واسعاً حول دورها في تمويل الفساد وغسل الأموال.


تعهد الحاكم بالإنابة لمصرف لبنان، وسيم منصوري، بوقف العمل بمنصة "صيرفة" فور توليه منصبه، وذلك بعد الكشف عن إنفاق المصرف المركزي لأكثر من 400 مليون دولار من احتياطيات العملات الأجنبية في الأيام الأخيرة من عهد سلامة لتغطية عمليات المنصة.

وتختلف منصة "بلومبيرغ" عن سابقتها "صيرفة" من حيث كونها منصة مفتوحة لجميع المشاركين في السوق، مما يضمن شفافية العمليات وخضوعها لقواعد الامتثال الدولية. كما ستتيح هذه المنصة للمراقبين، وخاصة وزارة الخزانة الأمريكية، سهولة رصد تحركات العملات الأجنبية.

يرجح مراقبون أن الهدف الأساسي من إطلاق منصة "بلومبيرغ" هو تخفيف الضغوط الأمريكية على لبنان المتعلقة باقتصاد "الكاش". وقد ازدادت هذه الضغوط مؤخرًا في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان.

مع إفلاس العديد من المصارف اللبنانية وتوقف دورها كقنوات للمصرف المركزي، باتت عملية ملاحقة تدفقات الأموال غير المشروعة أكثر صعوبة. تأتي منصة "بلومبيرغ" كحلّ بديل لتعقب حركة العملات الأجنبية في السوق اللبنانية، حيث ستتيح ربط عمليات البيع والشراء بمصادرها الحقيقية.

تشير مصادر مطلعة إلى أن إطلاق منصة "بلومبيرغ" يأتي بدعم مباشر من صندوق النقد الدولي، حيث ستكون هذه المنصة بمثابة الوعاء الذي ستتم من خلاله عمليات شراء وبيع العملات الأجنبية.

يُشار إلى أن مصرف لبنان قد نفذ مؤخرًا، ولو بشكل غير معلن، العديد من شروط صندوق النقد الدولي، بما في ذلك تحرير سعر الصرف وربطه بالتطورات الاقتصادية في الداخل والخارج. كما يقوم المصرف المركزي بشراء الليرات من السوق لامتصاص السيولة الفائضة ودعم استقرار سعر الصرف.


المصدر : وكالات