يُعدّ البلوغ المبكر عند الإناث ظاهرةً تُثير قلق الكثير من العائلات، خاصةً عندما تبدأ علامات البلوغ الجسدية بالظهور قبل سن الثامنة.


تختلف أسباب هذا التطور المبكر باختلاف نوعه، حيثُ يُصنف البلوغ المبكر عند الإناث إلى نوعين رئيسيين:

1. البلوغ المبكر المركزي

يُعدّ هذا النوع الأكثر شيوعًا، حيثُ ينشأ عن خلل في وظائف الدماغ، تحديدًا في منطقة تحت المهاد التي تُنظّم إفراز هرمونات الغدد التناسلية. وتشمل أسباب هذا النوع من البلوغ المبكر:

  • الأسباب الوراثية: تلعب الجينات دورًا هامًا في تحديد توقيت البلوغ، حيثُ تزيد بعض العوامل الوراثية من احتمالية الإصابة بالبلوغ المبكر.
  • الأورام الحميدة في الدماغ: قد تؤدي بعض الأورام الحميدة في منطقة تحت المهاد إلى تحفيز إفراز هرمونات الغدد التناسلية بشكل مبكر.
  • عيوب خلقية في الدماغ: قد تُسبب بعض العيوب الخلقية في منطقة تحت المهاد خللًا في وظائفها، ممّا يؤدي إلى البلوغ المبكر.

2. البلوغ المبكر المحيطي

يُعدّ هذا النوع أقل شيوعًا، حيثُ ينشأ عن خلل في وظائف المبايض أو الغدد الكظرية، وهي الغدد المسؤولة عن إنتاج هرمونات الأنوثة. وتشمل أسباب هذا النوع من البلوغ المبكر:

  • الأورام: قد تُسبب بعض الأورام في المبايض أو الغدد الكظرية إفرازًا مفرطًا لهرمونات الأنوثة، ممّا يؤدي إلى ظهور علامات البلوغ المبكر.
  • متلازمة تكيس المبايض: وهي حالة شائعة عند النساء تتميز بوجود تكيسات متعددة في المبايض، وقد تُسبب هذه المتلازمة اضطرابًا في مستويات هرمونات الأنوثة، ممّا قد يؤدي إلى البلوغ المبكر.
  • فرط نشاط الغدة الكظرية: قد تُسبب بعض الأمراض فرط نشاط الغدة الكظرية، ممّا يؤدي إلى إفراز مفرط لهرمونات الأندروجين، والتي قد تُحفز ظهور بعض علامات البلوغ المبكر مثل نمو شعر العانة.

يعتمد علاج البلوغ المبكر على نوعه وسببه، وقد يشمل العلاج الأدوية التي تُثبّط إفراز هرمونات الغدد التناسلية، أو الجراحة لإزالة الأورام، أو معالجة الأمراض المسببة لفرط نشاط الغدد.

ختامًا، يُعدّ البلوغ المبكر عند الإناث ظاهرةً طبية تتطلب استشارة الطبيب لتحديد نوعه وسببه، ولتلقي العلاج المناسب.


المصدر : وكالات