صرّح رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، برفضه لدعوة النواب إلى حوار جزئي، مؤكداً الحاجة إلى حوار شامل يهدف إلى توحيد الصفوف الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة وإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية.


أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني، نبيه بري، رفضه دعوة النواب إلى الحوار أو التشاور بشكل جزئي لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من المأزق الحالي. في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، شدد بري على الحاجة إلى حوار شامل في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان، مؤكداً أن دعوته للحوار تهدف إلى جمع اللبنانيين وليس لعزل أو كسر أي فريق، مشيراً إلى تاريخ حركة أمل في معارضة عزل الأحزاب السياسية منذ اندلاع الحرب الأهلية في 1975.

بري دعا إلى التكاتف الوطني لإنقاذ لبنان، مؤكداً أن التشاور أو الحوار هو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس جديد خلال عشرة أيام، مما سيعيد الانتظام للمؤسسات الدستورية ويمكن لبنان من مواجهة التحديات الإقليمية المقبلة. وأكد أن انتخاب رئيس الجمهورية ضرورة مُلحة لتوفير قيادة واضحة في المفاوضات الدولية، خاصة في حال إعادة رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط.

وأشار بري إلى أن هناك حاجة ملحة للتشاور دون شروط مسبقة، مبدياً ترحيبه بأي مرشح توافقي. وأضاف أنه إذا لم يتم التوافق، فيمكن اللجوء إلى البرلمان بقائمة مرشحين لإجراء انتخابات متتالية حتى يتم انتخاب رئيس بتأمين أغلبية الثلثين المطلوبة.

وأبدى بري ارتياحه للاجتماع الذي عقده مع أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين، مشيراً إلى أهمية تعاون القيادات المسيحية لتسهيل انتخاب الرئيس، مشدداً على أن انتخاب الرئيس هو المفتاح لإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية وتشكيل حكومة فعالة ببرنامج اقتصادي إصلاحي.

فيما يتعلق بالوضع الأمني، قال بري إن المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل على الجبهة الجنوبية ما زالت تحت السيطرة ضمن قواعد الاشتباك. وتوقع بري أن يعود الوسيط الأمريكي أموس هوكستين للتحرك بين تل أبيب وبيروت فور التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، لاستئناف التفاوض حول تهدئة الوضع في الجنوب اللبناني.

وأكد بري أن الحلول الخارجية لن تأتي إذا لم يساعد اللبنانيون أنفسهم، داعياً إلى حوار جاد لتسهيل انتخاب رئيس جديد. وأضاف أن قوى المعارضة اللبنانية أعدت ورقة عمل تعتبرها خريطة طريق لانتخاب الرئيس، وستعرض تفاصيلها في مؤتمر صحفي قريباً، مع بدء التواصل مع الكتل النيابية وسفراء الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني للحصول على دعم لمبادرتها.


المصدر : الشرق الأوسط