تتداول الدوائر الإعلامية خبراً حول تنظيم مهرجان شعبي ينظمه الحزب التقدمي الاشتراكي في بيصور، بحضور رئيسه السابق النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان، ويأتي ذلك بعد أحداث الشويفات وقبرشمون والانتخابات النيابية. 


مصادر مطلعة داخل بيصور وعاليه تفيد، في تقييمها لهذا اللقاء الذي سيعقد في بيصور، أنه يأتي تأكيداً على موقف جنبلاط وتموضعه إلى جانب المقاومة وحزب الله.
وعلى ضوء ذلك، ارتفعت أصوات من جميع التيارات السياسية والاجتماعية كأحزاب ومستقلين ورجال دين وناشطين مدنيين تتحفظ على هذه الخطوة، وذلك ليس من باب رفض استقبال النازحين، إنما رفضاً لاستمرار الحرب في الجنوب وحفاظاً على الأهالي من عملية تهجير جديدة.
 أما في الدوائر الشعبية والحزبية، تسود حالة من الرفض في أوساط اشتراكية وديمقراطية وقومية تعتبر أن إعادة التموضع لا تستوفي مكانها وظروفها، وتأتي بعد 18 سنة على أحداث 7 أيار واغتيال الشهيد صالح العريضي.
وتشير هذه الأوساط بأن الناس تتداول في أمرين على مستوى قضاء عاليه والساحل، هناك أصوات تعلو في دوائر المشايخ والأحزاب، بأن اليوم وفي ظل وجود سلاح حزب الله وقوته خسر لبنان 1435 كيلومتراً مربعاً من المياه الإقليمية، وتجري مفاوضات مع الموفد الأمريكي آموس هوكستين على الترسيم البري ومنطقة منزوعة السلاح. والخط الأزرق هو ضمن المنطقة اللبنانية.

اليوم الجميع ينادي بصوت واحد أنه إذا كنا فعلاً نحب أهل الجنوب، علينا العمل بكل الطرق لإيقاف هذه الحرب وحل النزاع. في هذا السياق يقول الأهالي: "نحن مع عدم استقبالهم لأننا نحب أهل الجنوب، وفي حال تركوا بلداتهم ستنفذ القرارات الدولية التي تعتبر من أساسيات إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات". كما وأنّ هناك سياسة أمر واقع يحاول جنبلاط وأرسلان إرغام الدروز عليها تحت حجة المحافظة على المكون الشيعي في حال وقوع الحرب، وسط رفض الأهالي لكل من ذرائع جنبلاط وأرسلان.
هذا فضلاً عن وجود نازحين سوريين في العديد من القرى والبلدات. فعلى سبيل المثال، يوجد في بيصور وحدها قرابة الـ 7000 إلى 8000 عامل سوري مع عائلاتهم، فكيف تستطيع هذه البلدة تحمل عبء نزوح جديد؟ 
في سياق متصل، تتردد أصوات في دوائر تسأل عن أسباب هذه الزيارة بعد افتعال حادثة 7 أيار بين الدروز والشيعة. وهي زيارة لا تأتي بهدف مشاريع التنمية والتطوير الاقتصادي ولا للنظر في التردي السياسي والحقوقي، خاصةً بعد معركة 7 أيار، بل لإقناع الأهالي باستقبال أفواج من النازحين في حال وقوع حرب في الجنوب.
وتضيف الدوائر الاجتماعية والبلدية: "ليس لدينا خلاف ولا مشكلة مع أي جهة، ولكن هل منطقة الجبل تتسع لنزوح جديد في ظل النزوح السوري؟ كل مستشفيات الجبل لن تتسع للجرحى فيما لو تعرضت مناطق الجبل لقصف بالطيران!" متسائلين في حال وقعت الحرب، أين المستشفيات والمؤسسات والأفران والاحتياطي من المحروقات والمواد الغذائية؟ أين مياه الشرب؟ لا يوجد شيء."