بينما يستعد عشاق كرة القدم في لبنان لاستقبال بطولة عالمية جديدة، تعود الجدلات حول حق الوصول إلى بث المباريات لتثير الانتباه من جديد. فالرياضة، التي تعدّ أكثر الأنشطة شعبية ومتابعة على مستوى العالم، تجمع الجماهير على مدار السنة وتثير شغفهم وانتباههم بكل نسخها وبطولاتها المختلفة. ومع اقتراب بطولة اليورو 2024، يتجدد الجدل في لبنان حول حق الوصول إلى البث الرياضي، مما يؤكد على أهمية الحلول المستدامة التي تضمن للمشجعين تجربة مشاهدة مريحة وميسّرة لمبارياتهم المفضلة.


لمّا تقترب صافرة انطلاق أي بطولة عالمية في كرة القدم، تشتعل المنافسة والجدل بين وكلاء البث الحصري وموزعي الكابلات في لبنان، حيث يعتبر عشاق هذه الرياضة حق مشاهدة الأحداث العالمية دون عراقيل. بدأت هذه القضية تأخذ مساراً جديداً منذ إعلان الدولة اللبنانية عن حق مواطنيها في متابعة مونديال البرازيل مجاناً عام 2014 عبر تلفزيون لبنان.

ومع تزامن بطولة اليورو هذا العام، تفاقمت المشكلة حيث توقف بث قناة "bein sport" لدى أصحاب الكابلات، مما أثار استياء واسعاً بين المتابعين. تبيّن أن شركة "cabelivision"، المكلفة بتوزيع بث الـbein، تفضل التعامل مباشرة مع الزبائن بدلاً من الاعتماد على الوسطاء كما كان معمولاً في السابق، بهدف تعزيز الربط المباشر وتحقيق أرباح أكبر.

خلافات "Cablevision" مع الموزعين تُحرم المشاهدين من متعة كرة القدم

المشتركون، مثل كريم نكد، يواجهون الخيارات الضيقة، حيث يضطرون إما للجلوس أمام التلفاز بتكاليف باهظة أو اللجوء إلى البث عبر الإنترنت بجودة أقل، ما يعكس الصعوبات التي يواجهونها في ممارسة شغفهم بكرة القدم. في المقابل، يفضل البعض مثل مصطفى سرور قضاء وقته في المقاهي لمتابعة المباريات بدلاً من الاشتراكات المكلفة، مما يزيد من تكاليف هذه الأمور على أصحاب المقاهي.

مع المخاوف المستمرة من انتشار ثقافة الاشتراكات المدفوعة في البث الرياضي، يبقى السؤال حول مستقبل نقل الدوريات المحلية محل تساؤل، خاصة بعد المبالغ الطائلة التي دفعها الاتحاد اللبناني لكرة السلة للحصول على حقوق البث. هل تستطيع القنوات اللبنانية تحمل هذه التكاليف دون تحميلها للمشتركين تكاليف إضافية؟

هذه التطورات تعكس تحديات كبيرة تواجه مشجعي كرة القدم ومحبي الرياضة عموماً في لبنان، وتؤكد على ضرورة إيجاد حلول مستدامة للتأكيد على حق الجميع في الوصول إلى الأحداث الرياضية العالمية بكل يسر وسهولة.


المصدر : Transparency News