يستنتجُ من يستطلع أجواء أهالي بيروت أنّهم يشعرون بغياب تامّ لنواب العاصمة عن المشهد السياسي العامّ، مع اجماع على استثناء النائب فؤاد مخزومي من مشهد الغياب.

 

تتشعّب حركة مخزومي السياسية بين الدّاخل والخارج. فهو يكاد يكون النائب البيروتي الوحيد الذي يعمل بلا كلل على الصعيد التشريعي، ليُرسّخ "العمل النيابي" بصورته الحقيقية القائمة على المساءلة والمحاسبة وتشريع القوانين.

 

لا تقف حركته عند حدود البرلمان واجتماعات اللجان النيابية، التي يشارك في أعمال معظمها أكان ضمن المنتسبين إليها أم لا.

 

في بيروت يستضيف مخزومي في دارته بشكل دوري اجتماعات "منتدى حوار بيروت"، والذي يضمّ نخبة من الفعاليات البيروتية من أطباء ومهندسين ومخاتير وإعلاميين واقتصاديين. حيث يرعى مخزومي عمل المنتدى الذي انبثق عنه لجان مختصة تتابع مع اللجان النيابية والدوائر الرسمية المعنية الهموم التي تلازم المواطن اللبناني.

 

استطاع فؤاد مخزومي خلال السنين الأخيرة أن يثبت حضوراً فاعلاً خارج لبنان، عبر تفعيل "الدبلوماسية البرلمانية" والتي عرفها اللبنانيون للمرة الأولى في الخطوة التي قادها نائب بيروت عبر تشكيل وفود نيابية تمثل أكثرية الكتل لزيارة عواصم القرار في الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

 

في الفترة الأخيرة، كان حراك هذه الوفود قائم على عدة مسارات:

 الأول بحث الوضع الاقتصادي في لبنان مع المعنيين في صندوق النقد الدولي والمؤسسات المعنية. حيث تبادل الوفد وصندوق النقد الدولي الأفكار الرامية لإيجاد حلول ملموسة للخروج من الأزمة.

 

الثاني: بحث ملف النزوح السوري، وذلك لإيجاد حلول واقعية لعبء النزوح على لبنان. حيث كانت لقاءات في واشنطن ومدينة نيويورك مع مسؤولين أميركيين وأمميين رفيعي ابمستوى.

 

الثالث: بحث سبل حماية لبنان عبر مظلة أمان دولية تجنبه توسع الحرب وعمل على ترسيخ الاستقرار على الحدود الجنوبية عبر الاستناد الى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أعلن جميع اللبنانيين تأييده.

 

هكذا بات يمكن القول إن مخزومي لم يغب عن المشهد برلمانيا وبيروتيا ومحليا ودولياً. وقد سجل تجربة نيابية تعتبر فائقة النجاح بمعايير النيابة، وأكثر من ذلك إذا ما قورِن أداءه على الصعيد الأشمل.