تواجه "أوجيرو"، المسؤولة عن تشغيل وصيانة شبكة الإنترنت الوطنية في لبنان، أزمة مالية حادة تعرقل قدرتها على إصلاح الأعطال المتراكمة. يأتي هذا في ظل انقطاع الإنترنت المتكرر في العديد من المناطق، مما يثير قلق المواطنين ويزيد من الضغوط على الشركة وموظفيها. مع تصاعد الأزمة، تتجه الأنظار نحو الوزارات المعنية لمعرفة ما إذا كانت ستتخذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الوضع وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.


تشهد  "أوجيرو" أزمة حادة تتمثل في تراكم الأعطال وعدم القدرة على إصلاحها بسبب نفاد الأموال المخصصة لها في موازنة 2024. وقد صرح مدير عام "أوجيرو"، عماد كريدية، في تغريدة له على تويتر، بأن الشركة تواجه صعوبات كبيرة في إجراء الصيانة اللازمة للشبكة الوطنية، مشيراً إلى أن الشركة لم تتسلم الأموال المقررة لها في الموازنة. وأكد كريدية أن الوضع الحالي ينذر بتوقف تدريجي لأعمال الصيانة والتشغيل، داعياً الوزارات المعنية إلى التحرك السريع.

تأتي تصريحات كريدية في ظل مراجعات كثيرة من المواطنين الذين اشتكوا من انقطاع الإنترنت في بعض المناطق. وقد شهدت العديد من المناطق اللبنانية أعطالاً في خدمات الإنترنت، كان آخرها عطل في سنترال رأس بيروت الذي أثر على سيرفرات سنترالات عدة مناطق. وعلى الرغم من أن "أوجيرو" تمكنت من إصلاح العطل، إلا أن مصادر الشركة أكدت لصحيفة "النهار" أن الأزمة المالية المستمرة تعيق جهود الصيانة والإصلاح بشكل كبير.

وفي سياق متصل، كشفت المصادر أن "أوجيرو" تسلمت جزءاً من المبلغ المخصص لها في موازنة 2024 قبل ستة أشهر، إلا أنها لم تحصل على المبلغ المتبقي رغم المراجعات المتكررة مع الجهات المعنية. وأوضحت المصادر أن هذا التأخير في توفير الأموال يهدد بتوقف خدمات الإنترنت عن غالبية اللبنانيين في المستقبل القريب.

تأتي هذه الأزمة في وقت تتزايد فيه الضغوط على موظفي "أوجيرو"، الذين يلوحون بالإضراب في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم. وكانت نقابة موظفي "أوجيرو" قد عقدت مؤتمراً صحافياً مؤخراً، هددت فيه بالإضراب إذا لم يتم تلبية مطالبهم، وعلى رأسها تعديل غلاء المعيشة. وأكدت المصادر أن الموظفين لم يحصلوا حتى الآن على الزيادة المطلوبة في غلاء المعيشة، مما يزيد من تعقيد الوضع.

وتشير التقارير إلى أن عدم توفر الأموال اللازمة للصيانة يزيد من تفاقم المشكلة، حيث تتسبب الأعطال المستمرة في تراجع جودة الخدمة وزيادة شكاوى المواطنين. ومع استمرار الوضع المالي المتردي، تصبح "أوجيرو" عاجزة عن تنفيذ أعمال الصيانة والتشغيل الضرورية، مما يهدد بانقطاع الخدمات الحيوية التي تعتمد عليها العديد من القطاعات في لبنان.

تجدر الإشارة إلى أن الأزمة التي تواجهها "أوجيرو" ليست فقط مسألة تقنية بل تعكس أيضاً الأزمات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان. ومن الضروري أن تتخذ الحكومة والجهات المعنية خطوات سريعة لتوفير الأموال اللازمة وضمان استمرارية خدمات الإنترنت، التي باتت تشكل جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للمواطنين والأعمال في لبنان.

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتحرك الوزارات المعنية لإنقاذ "أوجيرو" وضمان استمرار خدمات الإنترنت في لبنان؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال.


المصدر : Transparency News